قراءة في بيان التعاون

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاءت إشادة المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي بزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لقطاع غزة في أكتوبر2012م، وتثمين المجلس دور سموه في فك الحصار عن القطاع وتقديم المساعدات الإنسانية، وذلك في بيان الجلسة الختامية التي شارك بها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد أمس، إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج، تأكيداً على حكمة ونجابة تتمتع بهما السياسة القطرية.

كما أن البيان الختامي لقمة المنامة عكس مرحلة من التنسيق تتمتع بمنسوب أعلى، وبرؤى أبعد في مواجهة تحديات وقضايا عدة، وقد تمثل ذلك في مصادقة المجلس الأعلى على قرارات مجلس الدفاع المشترك، ومباركته إنشاء قيادة عسكرية موحدة تقوم بالتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية المخصصة، ويتكثف في ذلك وعي دول المجلس بتحديات تواجهها المنطقة والعالم، وحتى يتسنى لها مواجهة كافة الظروف والاحتمالات.

غير أن الحال الاقتصادي يظل القياس الأكثر دقة للوعي بتحديات الحاضر والمستقبل، ومن هنا اشتمل البيان الختامي أمس، على خطوات لتفعيل الواقع الاقتصادي واستشراف مستقبله، واتخاذ ما بلغته دول المجلس من نمو وازدهار لمزيد من التنمية الاقتصادية المستدامة التي تحقق الرفاه للأجيال الحالية واللاحقة، والتوصل إلى الصيغ التي تجعل من نصوص الاتفاقية الاقتصادية مرتكزا لتعاون نوعي بين دول المجلس، وبما يستجيب لتطلعات شعوبها.

إن ما يتميز به البيان الختامي لقمة المنامة، هو اشتماله على ما يدعو للثقة، بأن امتشاق الأدوات السديدة في مواجهة هذه التحديات كنتاج للوعي بتبعاتها، وأيضا لإدراك الإفرازات المختلفة التي تترتب عليها، وهو ما يدعو للثقة بالمجلس ومستقبله، كما يدعو للثقة بأن المجلس قادر على أن يشق عباب أمواج سياسية تتلاطم في المنطقة، وذلك بفضل وعي وحكمة قيادته.
 

Email