«قمة المنامة» والتحولات في المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل «قمة المنامة» الخليجية التي تنتظم اليوم، أهمية خاصة لدول الخليج العربية، في ظل التطورات المذهلة التي تشهدها المنطقة العربية إجمالا، على خلفية ثورات الحرية والكرامة.

ذهبت إرادة شعوب بقيادات باطشة وجاءت الثورات بقيادات جديدة، وأحلام جديدة.

ومن هنا، فإن المنطقة تتغيّر على الصعيد السياسي، وعلى صعيد الأحلام، وهذا ما لم

يفت- بالطبع – على فطنة زعماء التعاون، ولم يغب عن رؤيتهم، تلك التي استبقوا بها «الربيع العربي» بما يمكن تسميته بـ «الربيع الخليجي».

«الربيع الخليجي» لم يتأسس في هذه المنطقة من العالم، بالثروة فقط.. كل المؤشرات تقول إنه تأسس بما هو أهم.. وما هو أهم، هو حكمة زعمائها، وفطنتهم، ورؤيتهم النافذة، وفهمهم العميق لكيفية حكم الناس بالرحمة.

في حكم الناس بالرحمة، كرامة للمحكومين.. وهذه الكرامة التي افتقدتها شعوب في هذه المنطقة من العالم، في عهود الحكام المتجبرين، كانت سببا أساسيا من أسباب اندلاع ثورات الحلاقيم، المعبأة بالهتافات والغضب.

السادة الجدد، في المنطقة العربية، هم– بكل المقاييس- أحوج مايكونون لمن تراكمت فيهم خبرة كيفية حكم الناس بالرحمة والكرامة والإحسان، وهم– وهذا مهم جدا- في حاجة لمن تراكمت فيهم خبرة كيفية تنمية الأوطان، وكيفية صناعة الرفاهية للشعوب.

إننا على يقين، بأن زعماء الخليج، لن يتركوا «السادة الجدد» لوحدهم، وهم أمام تحديات كبرى.. تحديات من أعظمها، كيفية تأسيس أنظمة، قائمة على الرحمة، وتهدف أول ما تهدف إلى حفظ كرامة الإنسان، وهذه لن تكون أبدا إلا من خلال سد احتياجاته الحياتية في المقام الأول.

الرحمة والكرامة.. وصناعة الرفاهية.. هذا ما تحتاجه شعوب هذه المنطقة التي كتبت تحولاتها العظيمة بالدم.. وهذا هو التحدي أمام «السادة الجدد».. وفي يقيننا- للمرة الثانية- أن زعماء الخليج لن يتركوا هؤلاء السادة لوحدهم، أبدا.

 
 

Email