إقبال واسع وآفاق عريضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي سجل الإقبال الكبير والواسع النطاق طوال ساعات الاقتراع امس، وفي كل ولايات السلطنة، مشهدا بالغ الدلالة، والأهمية أيضا، سواء في الحرص على الإدلاء بالصوت والمشاركة في عملية الانتخاب، او فيما يتصل بنجاح عمليات الاستعداد والترتيبات التي اتخذت في التخفيف قدرالإمكان من حدة الازدحام في العديد من مراكز الاقتراع في الكثير من الولايات، فإن يوم امس كان بالفعل يوما من أيام الوطن والمواطن العماني، يوما شعر فيه المواطن إنه يقف أمام مسؤولياته في اختيار أفضل الكوادر الوطنية، وأقدرها على دفع العمل في المجالس البلدية للفترة الأولى، في الاتجاه الذي يخدم مصلحة المواطن في الولاية وفي المحافظة، وعلى مستوى الوطن ككل في النهاية، لأن أعمال وأنشطة المجالس البلدية ستتكامل وتلتقي بالضرورة مع جهود تنفيذ خطط وبرامج التنمية في كل المجالات، وعلى كافة المستويات، وهو أمر يستوعبه المواطن العماني بشكل واضح وعميق، على امتداد هذه الأرض الطيبة.

وفى انتظار إعلان النتائج النهائية لانتخابات المجالس البلدية في الولايات، بعد انتهاء فترة الطعن – التي يتم فيها استقبال أية طعون في عملية الانتخاب في أي من المراكز أو اللجان، في حالة وجودها، والبت فيها بشكل نهائي فإن من أبرز السمات التي ميزت عملية الانتخابات امس، أنها اتسمت – كالعادة – بالهدوء والسلاسة والطمأنينة من ناحية، وبالمشاركة العالية من ناحية ثانية. فبالنسبة للسمة الأولى، المتصلة بالهدوء والسلاسة والطمأنينة، فإن ذلك يظل سمة عمانية مميزة في الواقع. صحيح أن هناك تنافسا كبيرا بين المرشحين الذين بلغ عددهم 1475 مرشحا ومرشحة، حيث سيتم انتخاب 192 عضوا فقط ، هم الأعضاء المنتخبون في المجالس البلدية للولايات المختلفة، حسب عدد السكان في كل منها، ويصل التنافس درجة عالية أحيانا، ولكن الجميع يحرص، إلى أبعد حد، على الحفاظ على تقاليد المجتمع العماني، وعلى ما يربط بين أبنائه من وشائج وروابط وتماسك من ناحية، وعلى خدمة المجتمع قدر إمكانه من ناحية ثانية، فانه لا مجال أبدا لا للخلافات، ولا للإحن، ولا للصراعات التي تتفجر في العديد من المجتمعات الأخرى، والتي عصفت وتعصف بالعلاقات بين أبناء تلك المجتمعات، وتترك آثارها ندوبا، قد لا تنتهي سريعا، وهو ما يؤثر سلبا عليها بشكل أو بآخر. و مما له دلالة في هذا المجال أن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – أشاد بما يتمتع به المواطن العماني من وعي وإدراك وقدرة على التعامل مع مختلف الأمور، وعلى النحو الصحيح الذي يحقق مصلحة الوطن.

أما السمة الثانية والتي تتمثل في نسبة المشاركة العالية في عملية التصويت، فإنه بالرغم من أن هذه سمة تأكدت في الانتخابات السابقة لمجلس الشورى، في فتراته المختلفة وآخرها انتخابات الفترة السابعة التي جرت عام 2010، فإن الإقبال الكبير على المشاركة في انتخابات المجالس البلدية له في الواقع أهمية كبيرة لأنه يعبر، في جانب منه على الأقل، على الاهتمام من جانب المواطنين بهذه المجالس، وهو اهتمام شكلت المرأة العمانية ركنا أساسيا فيه. ومن شأن ذلك كله أن يعزز الأمل بالنسبة لهذه المجالس ودورها خلال الفترة القادمة

 

Email