فوضي الميادين


آن الأوان، لكي نعثر على حل عملي دائم لفوضي الميادين، تلك الظاهرة المؤرقة لمصر ومظهرها الحضاري‏،خلال العامين الماضين‏، وتزداد استفحالا بمرور الوقت بصورة تنذر بعواقب وأخطار جسيمة.
فميادين البلاد بدون استثناء تحولت إلى سوق كبيرة يكتظ بالباعة الجائلين،الذين لا يردعهم رادع عن استباحة كل شبر من ارض الوطن.


وبصراحة فإننا أمام معضلة معقدة، لأنها ترتبط ببعد اجتماعي يجب ألا يغيب عن أذهاننا عند التفتيش عن حلول، إذ أن الباعة الجائلين يمثلون التجسيد الحي لمشكلة البطالة المستفحلة في البلاد وكانت من بين ما ورثناه من عهد الرئيس السابق حسني مبارك ولن نتمكن من معالجتها بين عشية وضحاها.
وبالتالي فإن التصدي لها يجب أن يتم في إطار يساعد في العثور علي بدائل جيدة لتعويضهم عن أماكنهم في الميادين، حيث يخضعون لسطوة وإتاوات البلطجية.


وللأسف فإن فكرة إقامة أسواق بديلة لهم تعطلت ولم تكتمل لأسباب غير معلومة, ومطلوب من الجهات التنفيذية البحث عن مواقع أخري لها داخل المدن، لأنهم يرغبون في التواجد بمناطق كثيفة الحركة لتصريف بضاعتهم والحصول علي رزق يومهم.


 في الوقت نفسه فإنه يجب إعمال القانون وتطبيقه بدون تعسف،فالميادين واجهة لبلدنا من المحتم أن تكون بعيدة عن العشوائية والفوضي الطاغية عليها حاليا،وواجب الأجهزة الأمنية أن تتحرك بدون تباطؤ ويتعين ألا تخشي من التصدي للتجاوزات الواضحة ويتم غض الطرف عنها.


وعلي الجميع إدراك أن استمرار فوضي الميادين سوف يرسخ لفوضي اشمل ستحلق أضرارا بالغة بالوطن وبمستقبله، فثورة المصريين في جانب منها كانت احتجاجا علي شيوع أكوام القمامة في شوارعنا المهملة نظافتها،والعشوائية في كل شئ، وليس من المنطق أن نفرط في احدي ثوابت الثورة الشعبية.
 

الأكثر مشاركة