يجب ألا نكون طرفاً في أية صراعات عربية داخلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد دفعنا ثمناً غالياً وتعلمنا درساً عميقاً في سنوات نضالنا السابقة حين تورطنا او تورط بعضنا في صراعات ونزاعات عربية داخلية كان أبرزها ما حدث في الاردن ولبنان والكويت بعد احتلالها، ومنذ الخروج الفلسطيني الى تونس لترسيخ مفهوم عدم التدخل في أية نزاعات عربية داخلية لان المصلحة الوطنية تقتضي منا ان تكون قضيتنا هي همنا الاول والاخير وان نكون ضيوفاً ملتزمين بقوانين وأنظمة البلد المضيف حتى وإن كانت هذه المعادلة غير مناسبة في كل الظروف والأوقات.

اليوم يواجه أبناء شعبنا اللاجئون الى سوريا وضعاً مأساوياً بكل المفاهيم ولاسيما سكان مخيم اليرموك الذي تعرض للقصف بالطائرات مما أدى الى وقوع العشرات من الضحايا بين قتلى وجرحى والى عملية تشريد جديدة الى المجهول والى مزيد من المعاناة والتعاسة.

وحتى نكون صادقين مع أنفسنا وواضحين في مواقفنا، لابد من القول ان فصيلاً فلسطينياً صغيراً أعلن تأييده للنظام في وجه المعارضة وقيل ان أعضاءه بدأوا في القتال الى جانب جنود النظام، وهذا الموقف هو الذي أدى الى مأساة مخيم اليرموك الحالية التي أدانتها القيادة الفلسطينية والجامعة العربية والامم المتحدة وكل منظمات حقوق الانسان وحذرت وكالة غوث اللاجئين من تداعياتها المدمرة، وأدانها حتى الناطق باسم هذا الفصيل نفسه.

لم يفت الوقت، كما نأمل، لتجنيب اللاجئين الفلسطينيين في سوريا المزيد من التورط في الصراع الدموي الدائر في سوريا، ولابد من تضافر كل الجهود الفلسطينية والعربية والدولية لوقف نزيف الدم بصورة عامة والدم الفلسطيني بصورة خاصة في القطر السوري الشقيق، وكفاه خراباً وقتلاً وتدميراً ومعاناة.

 

Email