المواطن وانتخابات المجالس البلدية في المحافظات

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تحرص فيه مسيرة النهضة العمانية على تحقيق التنمية المتوازنة، ليس فقط بين محافظات السلطنة المختلفة، ولكن أيضًا بين مختلف قطاعات التنمية، بشرية واقتصادية واجتماعية بمعناها الواسع، فإن التنمية البشرية تحظى باهتمام واسع ومتواصل، وعلى كافة المستويات، وذلك بالنظر إلى أنها تعنى بالمواطن العماني، وبإعداده وتأهيله وتدريبه، وبمشاركته بقوة ونشاط أيضًا في جهود التنمية الوطنية، في المجال أو المجالات التي يمكنه المساهمة فيها.
ومع الوضع في الاعتبار الخطط والبرامج التنموية التي تقوم حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بتنفيذها، في مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني، وفي التنمية البشرية التي تتسع لتشمل كل المجالات ذات الصلة بتأهيل وإعداد أبنائنا، تعليمًا وتدريبًا، لينطلقوا إلى مجالات العمل المتاحة، فإنه يمكن القول إن انتخابات المجالس البلدية في المحافظات، هي بالتأكيد خطوة مهمة على مستوى التنمية البشرية، سواء بحكم طبيعتها المتمثلة في قيام المواطنين بانتخاب أفضل المرشحين لعضوية المجالس البلدية في المحافظات، أو بحكم ما تمثله من مشاركة واسعة النطاق في عملية صنع القرار على مستوى المحليات التي تشكل أساسًا مهمًا للتنمية الوطنية على امتداد هذه الأرض الطيبة. وهو أمر له أهميته وقيمته الكبيرة، اليوم وغدًا، بالنسبة لإدارة خطط وبرامج التنمية الوطنية في المحافظات والولايات، وكل الوحدات الإدارية الأصغر حيث ستلعب هذه المجالس – وفق اختصاصاتها – دورًا مفيدًا في صياغة وتوجيه البرامج والخطط المختلفة، ومن ثم خدمة المواطنين بشكل افضل.
ومن المعروف أن انتخابات المجالس البلدية في المحافظات ستجرى في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، أي يوم السبت القادم، أما اليوم فإنه سوف يتم التصويت بالنسبة لأعضاء اللجان الانتخابية الذين سيشرفون ويديرون عملية الانتخاب في اللجان المختلفة والذين لن يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم يوم السبت القادم. كما سيدلي العمانيون المقيمون والموجودون في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأصواتهم اليوم أيضًا في مقار البعثات الدبلوماسية في دول مجلس التعاون وكذلك في مقر المركز التجاري العماني في دبي.
من جانب آخر فإن خطوة مهمة يبدأ تطبيقها اليوم السبت، بالنسبة للناخبين من أبناء محافظة ظفار ومحافظة مسندم الموجودين في مسقط، وهي إدلاؤهم بأصواتهم اليوم أيضًا لاختيار مرشحيهم، وذلك في الموقعين اللذين تم الإعلان عنهما في محافظة مسقط لهذا الغرض، وهو ما يشكل تسهيلاً مهمًا ومفيدًا كذلك لأبناء هاتين المحافظتين الموجودين في مسقط من ناحية، وهو ما يفيد العملية الانتخابية ككل أيضًا من ناحية ثانية، ومن المؤكد أن الاستعانة بالتسهيلات والوسائل الإلكترونية، بما في ذلك التصويت الإلكتروني للمرة الأولى يفيد بشدة، خاصة بعد تثبيت نظام التصويت الإلكتروني في بطاقة الهوية للمواطنين العمانيين خلال الفترة الماضية، وكذلك اتخاذ كل الإجراءات الضرورية من جانب وزارة الداخلية، لإكمال كل خطوات عملية الانتخابات على أفضل نحو ممكن. وتبقى المهمة الأكبر على عاتق المواطن العماني، لأنه هو من سيدير ذلك ويستفيد منه أيضًا ويصل به إلى غايته المنشودة

Email