قطر وقضية الشعب الفلسطيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحرص دولة قطر على اثمار المنجز السياسي الفلسطيني وتعظيمI للانتقال به من انتصار إلى آخر على الساحة الدولية، ويتكثف ذلك في مخاض اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية بالدوحة أمس الأول برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وهو الاجتماع الذي انتهى إلى بيان ختامي يتضمن خمسة عشر بندا، كل منها ينطوي على إشهار التحدي في وجه السياسات الإسرائيلية، ومنها حث مجلس الأمن الدولي على الإسراع بالبت في طلب حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. دعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك بأسرع وقت ممكن، ومطالبة المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن بتنفيذ قراراته وتحمل مسؤولياته تجاه دولة فلسطين المحتلة لإنهاء احتلال إسرائيل لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والانسحاب إلى خط الرابع من يونيو 1967، وتشكيل وفد وزاري عربي برئاسة معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية،لإجراء مشاورات خلال الشهر المقبل مع مجلس الأمن، والإدارة الأميركية وروسيا الاتحادية والصين والاتحاد الأوروبي للاتفاق على آليات تنفيذ ما جاء بالفقرة السادسة وفق إطار زمني محدد.

إن هذا الجهد السياسي الذي تقوده قطر من أجل قضية الشعب الفلسطيني، قد سبق أن استفز مسؤولين إسرائيليين إلى حد وصفهم دولة قطر بأنها عدو لدود لإسرائيل، بل وهو أيضا الذي يفقد إسرائيل رشدها إلى حد الحنث بوعودها وتعهداتها.

ويتجلى ذلك في توغل عدة آليات إسرائيلية صباح أمس، شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لتقوم بعمليات تمشيط في المكان، في استفزاز واضح، وفي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي أبرم في 21 من نوفمبر الماضي بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية.

إن إسرائيل التي تفقد رشدها لا يجب ان يتوقع أحد منها الالتزام باتفاق، بل الحنث بكل التفاهمات والتعهدات، لذا لم تكن خروقات الأمس هي الوحيدة.
 

Email