نريد المصالحة فعلا لا مجرد أقوال وأمنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 في زيارته التاريخية الى غزة اكثر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من الحديث عن المصالحة وأهميتها وضرورة تحقيقها لمواجهة التحديات التي يخلقها الاحتلال.

وفي المقابل وبعد توقف العدوان الاسرائيلي على غزة، وصمود المقاومة ووصول صواريخها الى تل ابيب والقدس وتوقيع اتفاق التهدئة، أكثرت القيادة الفلسطينية من أحاديثها عن ضرورة تحقيق المصالحة ودعا الرئيس ابومازن كل القوى من حماس والجهاد وغيرهما الى المشاركة في الاجتماعات القيادية في رام الله لبحث كل التطورات.

ويقف شعبنا أمام حدثين هامين في هذه المرحلة: الاول هو قبول فلسطين دولة بصفة مراقب في الامم المتحدة وما يترتب على ذلك من نتائج وتداعيات والثاني هو انتصار المقاومة في غزة على العدوان ورعاية مصر لاتفاق التهدئة وازدياد دورها ومكانتها ونفوذها وكذلك قدرتها على رعاية لقاءات المصالحة وممارسة ضغوط لتحقيقها، أي أن إمكانات المصالحة قد ازدادت فعلا.

ان شعبنا يواجه اليوم تحديات مصيرية جدية وغطرسة اسرائيلية لا حدود لها بالاستيطان والتهويد وتقطيع أوصال الضفة الغربية، وسياسة التوسع والقضاء على فرص إقامة الدولة الموعودة، كما ان الاحتلال ، كما يؤكد بعض قادته صراحة، معني بالانقسام واستمراره وعزل الضفة عن غزة نهائيا. وهذا كله يزيد من ضرورة وأهمية المصالحة للوقوف في وجه هذه التحديات.

لا بد من القول أيضا ان الظروف الدولية صارت مناسبة اكثر لنا، بعد هذا الاستنكار الدولي الواسع وغير المسبوق لسياسة الاستيطان الاسرائيلية والتفهم المتزايد لحقوقنا ووقوف معظم دول العالم الى جانبنا بما فيها أقرب أصدقاء وحلفاء اسرائيل ، حتى أن الولايات المتحدة نفسها أعربت عن استيائها واستنكارها لسياسة الاستيطان خاصة في المنطقة «اي ١» التي ستقسم الضفة الى قسمين منفصلين، وكذلك كان موقف المانيا المعروفة بصداقتها العميقة مع اسرائيل ابتداء من فترة ما بعد سقوط النازية.

اذا كانت النوايا متوفرة فعلا لدى الجانبين الفلسطينيين فإن الأجواء المحلية والإقليمية مهيأة لذلك ايضا، كما ان الشعب حقق وحدته قولا وفعلا سواء في غزة او الضفة بعد القرار الدولي وتوقف العدوان، فما الذي يؤخر المصالحة إذن؟ ولماذا لا تبدأ خطوات أولية بسرعة ان لم يكن الاتفاق الكامل ممكنا بهذه السرعة، لان شعبنا يريد المصالحة فعلا وعملا لا مجرد اقوال وأمنية.

Email