أولوية قصوى للمصالحة الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتزايد حاليا حدة التوتر في المنطقة، بسبب استمرار إسرائيل في تجاهل كل نداءات العالم لها بضرورة الابتعاد عن أي خطوات، من شأنها عرقلة الجهود الدولية الرامية إلى التسوية السلمية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهي جهود ظلت تنظم الساحة الدولية منذ عدة عقود. ولابد من الإشارة في هذا السياق، إلى أن المشروع الاستيطاني الجديد الذي أعلنت عنه الحكومة الإسرائيلية والمتعلق ببناء 3426 وحدة سكنية، في منطقة حساسة بالضفة الغربية، يمثل وفقا لوجهة نظر المحللين إمعانا من قبل إسرائيل، في تقطيع أواصر أي دولة فلسطينية في المستقبل.

وهو الأمر الذي سارعت القيادة الفلسطينية لإدانته بحسم وبشكل سريع، حيث اعتبره الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه يعد « خطا أحمر». كما انصبت تصريحات العديد من المسؤولين الفلسطينيين في ذات الاتجاه، باعتبار أن ما تقوم به إسرائيل من مشروعات استيطانية جديدة، يمثل أمرا غير مقبول، ولا يتوافق مع شرعية الحقوق الفلسطينية، التي أقرتها بشكل صريح ولا لبس فيه، عشرات القرارات والتوصيات، الصادرة عن مؤسسات الشرعية الدولية على مدى الأعوام الماضية.

إن كافة المؤشرات، توضح الآن بأن الفلسطينيين مدعومين بالسند العربي والإسلامي القوي واللامحدود، قد باتوا في وضع أقوى، منذ أن وافقت أغلبية الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على طلب رفع التمثيل الفلسطيني، لتصبح فلسطين دولة عضوا بالجمعية العامة بصفة مراقب.

وفي هذا الإطار يبدو من الواضح أيضا، بأن مطلب المصالحة الفلسطينية بات يكتسي أهمية استثنائية، في التوقيت الراهن، لما سيحققه النجاح في الوصول إلى هذه الغاية فائقة الأهمية، من تقوية للمفاوض الفلسطيني في المرحلة المقبلة، للمطالبة بكل الحقوق المشروعة للفلسطينيين، التي تحاول إسرائيل في ظل حكومة نتانياهو، هضمها وعدم الإقرار بمشروعيتها.

 

Email