العالم والاستيطان الإسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأن فسيولوجيا جهاز السمع لإسرائيل قد أصيب بعطب، من ذلك النوع الذي تحدثه صفعة أليمة، كهذه التي نزلت على وجة إسرائيل في الأمم المتحده، حينما اجتمعت الأسرة الدولية على تأييد انضمام فلسطين إلى عضوية المنظمة الدولية كعضو مراقب، فإنها لن تسمع الانتقاد الدولي بسبب خططها لبناء مستوطنات جديدة في المناطق الفلسطينية.

فبعد موقف واشنطن الرافض والمنتقد للخطوة الإسرائيلية، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية أمس، إن الحكومة الألمانية في «غاية القلق» إزاء خطط الاستيطان الجديدة.

ومن ثم يتوالى استهجان العالم للاستيطان الإسرائيلي، الذي يصيب عملية السلام في مقتل.

الخطوة الإسرائيلية أشبه بميكنازم أو حيلة دفاعية، لا يلجأ إليها إلا اليائس، بحثا عن استفزاز، أو تطلعا إلى التأكيد على أن الكلمة على الأرض مازالت للصلف الإسرائيلي، بينما فهم الواقع الراهن والقادم، والذي تتعامى عنه إسرائيل، ينبغي أن يثنيها عن استمراء دور الذي لا يهزم، أو التماهي في تراجيديا الوحش الذي يلتهم فرائسه في المكان والزمان الذي يريد.

مؤشرات بندول الزمن تقول إن موازين تختل، وأن أوضاعا تتغير، وأن المضي في السياسات العدوانية والاستيطانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني لا طائل منه ولا جدوى، ذلك لأن هذه السياسات التي كثيرا ما أدارت الظهر للسلام العادل والشامل تدفع المظلوم إلى تحدي الظالم، وعلى إسرائيل بعد نتائج عدوانها الأخير على غزة، وبعد هزيمتها في المنظمة الدولية، أن تعيد قراءة كل هذه المستجدات، وأن يزيد إدراكها بأن المظلوم يدير التحدي بصعود ونجاح تتعاقب خطواته وتتوالى، ومن ثم فإن هذه السياسات الإسرائيلية ستبقي على التوتر في المنطقة، وترفع من منسوب الأخطار التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

غير أنه في كل الأحوال، سيأتي الزمن الذي يسترد فيه الفلسطينيون حقوقهم كاملة، إن كان لجهة المستوطنات أو لغيرها.
 

Email