مطلوب العمل بروح الفريق الواحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترجمة لمضمون الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بمناسبة ترؤسه افتتاح الانعقاد السنوي للفترة الخامسة لمجلس عُمان لعام 2012م والتي أكد فيها جلالته ـ أيده الله ـ دور القطاع الخاص كركيزة أساسية في التنمية، سواء بمفهومها الاقتصادي الذي يتمثل في تطوير التجارة والصناعة والزراعة والسياحة والمال والاقتصاد بشكل عام، أو بمفهومها الاجتماعي الذي يتجلى في تنمية الموارد البشرية وتدريبها وتأهليها وصقل مهاراتها العلمية والعملية، وإيجاد فرص عمل متجددة، وتقديم حوافز تشجع الالتحاق بالعمل في هذا القطاع، عقد صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء أمس لقاء مع كبار رجال الأعمال في القطاع الخاص بحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين في الحكومة وسعادة رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان.

وتأتي أهمية هذا اللقاء من حيث الحرص على وضع ترجمة عملية حقيقية لمضامين الكلمة السامية لمؤسس نهضة عُمان الحديثة ـ أعزه الله ـ بما يعكس اهتمامًا مشتركًا من قبل الحكومة والقطاع الخاص نحو بلورة خريطة طريق واضحة لإعطاء التنمية زخمها وصولًا إلى الأهداف التي تنشدها القيادة الحكيمة، والوقوف على مدى الإمكانات التي يمكن أن يقدمها القطاع الخاص، وإبداء الأسباب التي لا تزال تمثل عائقًا أمام الانطلاق الحقيقي، والدور المنشود من القطاع الخاص الواعد، باعتباره المجال الحيوي المتجدد والحاضنة الحقيقية والبيئة المناسبة للمخرجات التعليمية، لا سيما ذات التخصصات الفنية والتقنية التي تمكن أصحاب هذه التخصصات من مراكمة الخبرات وتوسيعها وتطويرها.

ولذلك فإن يقيننا بأن لقاء أمس عمل على إذابة الأسباب والموانع التي لا تزال تحول بين الكثير من شبابنا وانخراطهم في القطاع الخاص، خاصة تلك النظرة الدونية إلى كوادرنا بأنها ناقصة الخبرة والمعلومة في مقابل الكوادر الأخرى التي تنال كل الثقة والرضا وتغدق عليها الرواتب العالية لمجرد جنسيتها غير العمانية، الأمر الذي لا يتفق مع ما تقدمه الحكومة من امتيازات وتفضيلات وتسهيلات ودعومات لمؤسسات وشركات القطاع الخاص، حرصًا منها على مواصلة هذه المؤسسات والشركات عملها، وأن تقف على أرجلها لتكون شريكًا حقيقيًّا للحكومة في التنمية.

لا أحد يكره الربح، فهو أمر ثابت مقابل الخدمات المقدمة وما استتبع تقديمها من جهود وأدوات وموارد بشرية، إلا أن الربح ينبغي أن يكون في حدود لا ضرر ولا ضرار، مع مراعاة توفير الأجواء المناسبة للقوى العاملة الوطنية، من حيث الامتيازات والرواتب والعلاوات، وتحسين المعاش التقاعدي، فهذه كلها عوامل مهمة للاستقرار الوظيفي واستمرار الإنتاج، بينما أن القوى العاملة الوطنية من جهتها مطالبة بالمساهمة في تحقيق ذلك، من حيث الاستقرار في الوظيفة والإجادة فيها وعدم التنقل من وظيفة إلى أخرى في مختلف مؤسسات القطاع الخاص بحثًا عن الراتب الأعلى وغيره، لأن مثل هذا السلوك يسبب إرباكًا للشركة أو المؤسسة الخاصة، ويزعزع ثقة أرباب العمل، خاصة إذا كانوا قد أوفوا بحق العامل في الأجر المعقول وبقية استحقاقات الوظيفة.

لقد آن الأوان أن يقطع القطاع الخاص الشك باليقين، ويزيل ما علق في الأذهان من انطباعات قد يكون معظمها مغلوطًا، ويثبت أنه محل ثقة القيادة الحكيمة، ومستعد دائمًا لرد جميل ما تقدمه الحكومة من تسهيلات ودعومات وامتيازات له.

إن العمل بروح الفريق الواحد، هو أبرز معالم النجاح على الطريق، طريق التنمية والنهوض بالوطن وتأكيد خطى النهضة المباركة المحمولة على عزائم الرجال الواثقين المنتمين إلى مبدأ المشاركة في إعلاء راية الصالح العام، ورفعة الوطن وتقدمه واستقراره.

 

Email