لا بديل عن الحوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعدالاحتكام إلى الشارع بالمظاهرات والمسيرات هو الحل للانقسام السياسي في الشارع المصري الآن‏,‏ فقد استعرض كل طرف قوته في الحشد الجماهيري،سواء من خلال مظاهرات القوي السياسية المعارضة أمس ويوم الثلاثاء الماضي, أو من خلال مليونيات الإخوان والقوي الإسلامية المؤيدة لمواقف رئيس الجمهورية اليوم.

وأصبحت مواقف جميع الأطراف واضحة تماما, ودخلنا مرحلة جديدة بعد انتهاء اللجنة التأسيسية من إعداد الدستور لتقوم بتسليمه إلى الرئيس اليوم, في ظل استمرار اضراب القضاة وتوقف المحاكم والنيابات عن العمل.

ولابد من إعلاء صوت العقل الان وان تتكاتف جميع الرموز المصرية من أجل الدخول في حوار وطني جاد, يضع المصالح العليا للبلاد فوق أي اعتبار, ويراعي الأوضاع الحالية في مصر, وإحساس كثير من المصريين بأنهم لم يستفيدوا شيئا من ثورة يناير حتي الآن, إن هذا الحوار ـ بعيدا عن التطرف في المواقف من هنا وهناك ـ هو البديل لحالة الاستقطاب الحاد التي تسود الشارع, واللجوء إلى المظاهرات الحاشدة والضغط الجماهيري لفرض مواقف معينة علي باقي شركاء الوطن وقد تكون المسودة النهائية للدستور طوق النجاة الآن, بإدارة حوار مجتمعي مسئول حول كل ما جاء فيها, حتي نذهب إلي الاستفتاء علي الدستور بصيغة تحظي بأعلى درجة ممكنة من التوافق المجتمعي.

وبدون هذا الحوار, والاصرار علي البقاء في الشارع, سندخل نفقا مجهولا وسندفع جميعا ثمن الانشقاق والتعصب وعدم الالتزام بثقافة الديمقراطية.

Email