التصعيد ليس في مصلحة الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأوضاع التي وصلت إليها البلاد الآن تحتاج إلي وقفة موضوعية ومسئولة‏,‏ ولا مبالغة في القول بأن مصر تمر الآن بلحظات فارقة‏,‏ وبالغة الدقة والحساسية من تاريخها.

سيكون لها بالقطع تأثير بالغ علي مسيرتها نحو الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التي تسعي للوصول إليها, إستجابة لآمال وطموحات الشعب, وتحقيقا للأهداف والمبادئ التي نادت بها الثورة في الحرية والكرامة, والعدالة الاجتماعية.


وفي هذه اللحظات الفارقة يكون لزاما علي الجميع حكاما ومحكومين الوعي الكامل بضرورة الارتفاع إلي مستوي المسئولية, وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار, ووضع استقرار مصر وأمنها نصب الأعين, وأن يسعي الكل لنزع فتيل التوتر والقلق والاحتقان والاستقطاب, وأن يكون هذا المسعي بكل الاخلاص والصدق والأمانة.

من يخاف علي مصر, ويعتز بوطنيته ومصريته عليه أن يبني ولا يهدم, وأن يكون عنصرا ايجابيا.

إن علينا جميعا أن نستعيد الثقة المفقودة, وأن يكون هدفنا جميعا هو النهوض بهذا الوطن علي أسس سليمة, وصحيحة, وبعيدة عن أي شبهات.

ولابد أن تتركز أهداف المرحلة في تحقيق وحدة كل الشعب والعمل المخلص من أجل الانطلاق به إلي آفاق المستقبل دون انحراف أو جنوح ناحية ما يخدم اتجاها معينا.ولا جدال إننا كمصريين قد سئمنا ومللنا الفزاعات, ولم يعد يهمنا سوي أن نعيش في حرية وفي ظل حياة كريمة آمنة ومستقرة بعيدة عن أي مناخ للاستبداد, أو الخوف, أو الترويع.

إن حالة التصعيد السياسي ليست في مصلحة الوطن, ولن تنتج الثمار التي كان ينتظرها الشعب الذي قام بثورة52 يناير لتحسين أوضاعه المعيشية.

إن العناد, والتصلب, والتشبث بالرأي سيضربالبلاد أشد الضرر.

مصر بحاجة ماسة وعاجلة للتصالح مع النفس وعلي عجالة, لأن الهوة مستمرة في الاتساع بين أطيان المجتمع.

ومصر بحاجة الآن وليس غدا إلي قرارات صعبة وشجاعة أساسها المشاركة بين الجميع.


 

Email