مصر في خطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من قبيل المبالغة التحذير بأن مصر في خطر‏,‏ وأن مستقبل البلاد يتهدده الخطر‏.‏ ولابد من إطفاء الحرائق‏,‏ والعودة عن عملية التصعيد ودفع البلاد باتجاه الفوضي والعمل سواء بحسن نية أو بسوء تدبير وحماقة علي تحقيق أشد مؤامرات أعداء مصر خسة ودناءة بتفجير الاضراب الأهلي.

وفي هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ مصر فإن العقل يحتم أن ترتفع النخبة المصرية فوق خلافاتها الحزبية الضيقة, ومصالحها الشخصية الأنانية, وغرورها الكبير من أجل إعلاء المصالح العليا للوطن.

فالأحوال المصرية لا تحتمل تصفية ثارات قديمة أو تسجيل نقاط هنا أو هناك علي حساب حرق الأخضر واليابس, واغتيال التجربة الديمقراطية الوليدة في مهدها. إن النخبة المصرية الحالية لا تغامر بمستقبل وطن يرنو إلي الحرية وتداول السلطة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية فقط, بل للأسف الشديد فإنها تخاطر بمستقبل الشعوب العربية التي تتطلع إلي مصر بوصفها النموذج الذي يتعين السير علي دربه.

والمفارقة الدامية أن الثأر والمواجهة العنيفة التي تفجرت الآن هي ما بين رفاق الميدان, والذين جمعتهم مقاومة الطغيان, وهدف الإزاحة بالنظام الديكتاتوري السابق, إلا أنهم وللأسف قد فرقتهم الآن الرغبة المحمومة في الاستحواذ بكعكة السلطة والعودة إلي الممارسات القبيحة القديمة من اقصاء وتكفير وتخوين المخالفين في الرأي, والاحساس المرضي بأن من ليس معنا فهو ضدنا.

 وهذه بالتأكيد وصفة للخراب, والطريق الأكيد للذهاب إلي الهاوية. ولذا فإن الأمانة الوطنية والضمير يحتمان مناشدة الأطراف المصرية جميعا التوقف عن العبث, وادراك الواجب الوطني والأخلاقي الذي يحتم العمل علي التوافق, وإنقاذ أمة في خطر.
 
 
 
 
 
 
 

Email