الدوحة.. نقلة جديدة لمجابهة انفجار المناخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الانفجار المناخي» لا يشكل فقط تهديدا لسلام العالم، وإنما يشكل – وهذا هو الأخطر- تهديداحقيقيا للحياة، على كوكب الأرض.

هذا ما تدركه الدوحة.. وهي من هنا، بادرت لتنظيم واستضافة أكبر مؤتمر للمناخ، في العالم، تشارك فيه 194 دولة، ويحضره 120 من وزراء الخارجية والبيئة والطاقة، وسبعة آلاف من المنظمات الدولية، والإقليمية، والمنظمات غير الحكومية، المعنية بالمناخ، ويغطي أعماله 1500 من الصحفيين، وأكثر من مائة شبكة تليفزيونية، من مختلف أنحاء العالم.

المؤتمر الذي أعدت له الدوحة إعدادا ممتازا، سينطلق غدا الاثنين، ومن أهم أولوياته تأسيس شراكة حقيقية عالمية، وفقا لأسس جديدة، لمجابهة هذا الانفجار الخطير.. شراكة راسخة، يلتزم بها الأغنياء والفقراء، في هذا العالم التزاما صارما، ذلك باختصار لأن الاثنين- أغنياء العالم وفقراءه- وراء هذا الانفجار، وإن كانت النسبة متفاوتة.

مؤتمر الدوحة للمناخ، يجيء بعد 17 عاما لأول مؤتمر للمناخ، في كيوتو.. وخلال كل هذه الأعوام قطع العالم شوطا في تطبيق السياسات المعنية بحماية المناخ.. وحماية البيئة، لكن الانفجار- للأسف- ظل في ازدياد، لجملة أسباب، على رأسها، تهاون الدول الصناعية الكبرى، في التطبيق.

الآن، والعالم يستشرف المرحلة الثانية من التزامه بحماية المناخ- حماية للأرض- والتي ستبدأ مع أول يوم في العام الجديد، لم يفت على ذهن الدوحة –وهي تحضر للمؤتمر في نسخته الثامنة عشرة- ضرورة أن يخرج هذا المؤتمر بصيغة توافق بين ضرورة أن يتطور التصنيع في العالم- من جانب-وضرورة المحافظة على البيئة، من جانب آخر.. وهذا ما سيشدد عليه المؤتمر، بعد كل الجهود التي بذلها في هذا المعنى-خلال زياراته للعواصم المعنية- سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس المؤتمر.

يبقى من المهم.. وكل المؤشرات تقول بنجاح هذا المؤتمر الكبير- أن تعضد كل توصياته التي سيخرج بها، إرادة سياسية صلبة، من كل دول العالم.. ذلك لأنه في غياب هذه الإرادة، ستصبح توصيات المؤتمر، مجرد توصيات من ورق. 
 

Email