المدافعون عن الإرهاب الصهيوني

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي يتبارى فيه المسؤولون العرب في إطلاق التصريحات النارية حول الإرهاب الصهيوني على قطاع غزة، كانت آلة الإرهاب الصهيونية تواصل حملة إبادتها الشعب الفلسطيني في القطاع، مستغلة الساعات والدقائق والثواني الفاصلة عن بدء سريان اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه بعد جولة الإطفائية هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية في المنطقة والتي ترددت بين حلفاء بلادها قتلة أطفال غزة والتي قالت وهي تقف بين هؤلاء القتلة في مؤتمر صحفي بالقدس المحتلة إن "الالتزام الأميركي بأمن "إسرائيل" صلب كالصخر ولا يتزحزح". وبين المساعي الأميركية هذه، وتلك المساعي المصرية للوصول إلى تهدئة بين كيان الاحتلال الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، حرص مجرمو الحرب الصهاينة على التشويش وخلط الأوراق للتعتيم على إرهابهم وحرف الأنظار عن عملية إرهابية بهذا الحجم ضحاياها بالدرجة الأولى الأطفال والنساء.

معروف عن السياسة الصهيونية أنها لا يضاهيها سياسة من حيث القدرات الهائلة والخصوبة العالية في توليد المتاهات وأساليب الخداع للالتفاف على كل ما من شأنه أن يسلط الأنظار على إرهاب مجرمي الحرب الصهاينة، فهناك على الأرض كان يصاحب عملية الإبادة المستمرة في قطاع غزة، حالة من تناسل وإنجاب الذرائع المفضوحة التي لا تنطلي على أحد إلا محب للإرهاب الصهيوني أو عميل له أو مبغض للشعب الفلسطيني، وهذا التناسل في الحقيقة كان الهدف منه إهالة التراب وإثارة الغبار على ما تقوم به آلة الإرهاب الصهيونية من خلال إغراق المتابعين للمسلسل الإجرامي الدموي ضد مدنيين أبرياء عزل في قطاع غزة في تفاصيل يكمن فيها الشيطان، بين أن يقوم الإرهابيون الصهاينة بعملية برية ضد القطاع، وبين عدم قيامهم بذلك نظرًا لعدم توفر الظروف المواتية، فبدا المتابعون كمن يمسك وردة ينزع أوراقها ورقة تقول:

هناك عملية برية، وأخرى تقول: لن تكون هناك عملية برية. وتارة بإشغال المتابعين وإقناع حلفاء كيان الإرهاب الصهيوني بتبرير ما يقوم به، وإجبارهم على التدخل لصالحه كتلك العملية التفجيرية الغامضة التي استهدفت أمس حافلة في تل أبيب والتي تناقضت الآراء في طريقة تنفيذها ولم تعلن جهة مسؤوليتها عنها. ومثل هذه الأساليب ليست غريبة على جهاز الموساد الذي له باع طويل في تنفيذ مثل العمليات حين تكون الحاجة ماسة إليها، وذلك وصولًا إلى عدة أهداف منها: الأول: التغطية على الفشل في سرعة جني ثمار العملية الإرهابية ضد القطاع. الثاني: تبرير هذه العملية الإرهابية، وقطع الطريق أمام موجة التعاطف والمظاهرات المنددة بالإرهاب الصهيوني التي بدأت تشهدها عواصم غربية. الثالث: التشويش على نجاح المقاومة الفلسطينية في تغيير أساليب المواجهة وتجييرها لصالحها نوعًا ما، مع انتفاء المقارنة بين جيش إرهابي منظم يمتلك أضخم ترسانة في المنطقة، وبين مئات من المقاومين يمتلكون أبسط أدوات الدفاع عن النفس.

ما يمكن قوله إن مجرمي الحرب الصهاينة قد نجحوا في ما أرادوا الوصول إليه من خلال عملية تل أبيب، وتسريب الأنباء عن عملية برية ضد القطاع، إلا أنه في المقابل يثبت من يدَّعون الديمقراطية وحرية التعبير، ويُنصِّبون أنفسهم حماة لحقوق الإنسان وحماية المدنيين من البطش والظلم والاضطهاد، أنهم منافقون كاذبون، يبيعون لمن يتولاهم ويطلب نصرتهم ويرتمي في أحضانهم الأوهام والأحلام والأكاذيب والخداع، ويتضح ذلك من خلال تلك الإدانات العنيفة لعملية تل أبيب المشكوك فيها والتي أصيب عدد من ركاب الحافلة إصابات طفيفة، وهو ما يضاعف مساحة الشك، في حين أن ضحايا الإرهاب الصهيوني في قطاع غزة يصل عددهم إلى حوالي 150 شهيدًا بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن مئات الجرحى ومئات المنازل المدمرة.

 

Email