قطر تضع العرب أمام مسؤولياتهم تجاه غزة
وضع معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس لجنة مبادرة السلام العربية الدول العربية أمام مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرَّض لحرب شرسة تشنّها عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي أوقع عشرات الشهداء ومئات الجرحى حتى الآن ودمّر العديد من المباني والمؤسسات العامة في القطاع.
لقد حذَّر معالي الشيخ حمد في كلمته خلال افتتاح الاجتماع الوزاري العربي غير العادي من تردي الأوضاع في قطاع غزة تحت طائلة آلة الحرب الإسرائيلية وهو ما تمّ الوقوف عليه بشكل كبير خلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى مؤخرًا للقطاع.
إن دعوة معالي الشيخ حمد بضرورة إعادة النظر بشكل كامل وصريح بالمواقف العربية وفي عملية السلام وإستراتيجية التعامل مع عملية السلام برمتها - خاصة أننا نعرف من تآمر على القضية الفلسطينية ومن دعم الحصار على غزة في عام 2008 - تتطلب من جميع الدول العربية مقاربة مختلفة خاصة في ظل الصحوة العربية الحالية وسياسة واضحة ومنهجية واضحة للتعامل مع هذا الوضع الذي يشقّ الصف العربي.
لقد التزمت قطر كعادتها بمقررات الجامعة العربية لدعم الشعب الفلسطيني وقامت بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة خلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى قطاع غزة وإعلانها عن حزمة مشاريع لإعادة إعمار قطاع غزة تقدّر قيمتها بـ 400 مليون دولار في حين ظلّت وعود الدعم العربي للقطاع وأهله المُحاصرين حبرًا على ورق لم ينفذ شيء منها.
كما تأتي مبادرة سمو الأمير المفدى التي أعلن عنها خلال زيارة سموه إلى القاهرة ولقائه بالرئيس المصري بالمساهمة بمبلغ عشرة ملايين دولار في علاج الجرحى والمُصابين من ضحايا العدوان الذين يتلقون العلاج في المستشفيات المصرية تأكيدًا جديدًا على التزام دولة قطر بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته وعدم تركه وحيدًا يواجه العدوان الإسرائيلي.
لقد كان معالي الشيخ حمد واضحًا وصريحًا إلى أبعد حدود الصراحة وهو يحدّد طبيعة الموقف العربي المطلوب في هذه المرحلة وعدم منح الفلسطينيين الأمل الزائف دون تحقيق شيء قائلا: "إذا لم نستطع الإسهام في فك الحصار فلا يجب أن نسهم فيه، وما نستطيع أن نفعله هو تقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني في غزة وبناء المستشفيات والمدارس والمساكن".