42 عاما زاخرة بروح التلاحم وإرادة الإنجاز

ت + ت - الحجم الطبيعي

بكل معاني الفخر والاعتزاز، وبكل مشاعر العزة والمجد، وبكل نفحات الوطنية الحقة، وبكل تجليات الولاء والانتماء والعرفان، تحتفل السلطنة بأرضها وبطحائها، وبجبالها وسهولها، وببحارها وسمائها، وبجميع جهاتها الأربع بعيدها الوطني الثاني والأربعين المجيد، حيث يستقبل العمانيون هذه المناسبة الغالية وقد اكتست عُمان ثوب العزة والشموخ والفخار والنماء والازدهار بفضل قائد مسيرة نهضتها المباركة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي يقود هذه المسيرة بكل حكمة واقتدار، وضعت على خريطة العالم أسرع وأدق تجربة تنموية شهدها العالم المعاصر، حيث أعطت هذه التجربة معاني التحلي بالإرادة والصمود في وجه الظروف الصعبة لتقدم شهادة استحقاقها للبقاء، ذلك لأن وراء هذه التجربة الفريدة في البناء والعطاء والمثالية في التوجه والتخطيط، عقولًا مدبرة ورؤى تكاملية استطاعت أن تجمع بين مفردات الماضي والحاضر وتغزل منها هذه الفرادة التي يشار إليها بالبنان، ألا وهي الدولة العمانية العصرية التي تحتضن اليوم أبناءها في مناخات من الأمن والاستقرار والرخاء والرفاه، والمساواة، والمشاركة الفعلية في عملية البناء، موفرة لهم حاجاتهم الأساسية. إنها رؤية قائد مسيرة النهضة عُمان الحديثة وغارس شجرتها ومتعهدها بالري من عصارة جهده وحبات عرقه.

ونحن نستقبل هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعًا، فإنه يحق لنا أن نسترجع مراحل ما مضى في سلم بناء الدول العمانية العصرية، لنؤكد على النجاح وصدق التوجه، وحسن التخطيط والتنظيم، وذلك من خلال التماسك الذي ميز المراحل، بحيث لا بد أن تستوفي كل مرحلة حظها من الوقت ومن الاستعداد لتكون فيما بعد قاعدة صلبة للمرحلة التي تليها وهكذا. وحين ننظر إلى مفردات النهضة المباركة من خلال ذلك، فإننا سنصل إلى حقائق ماثلة للعيان، تتمثل في توفر حزمة من الضمانات القوية لعملية التنمية ساهمت هذه الضمانات بدورها في نجاح مراحل التنمية، إلى جانب توفر مناخ الأمن والاستقرار الكفيل بحفظ استمرارية مراحل التنمية وتطورها.

 فنجد على سبيل المثال، على المستوى السياسي، أن مجلس عُمان هو أحد الأضلاع الرئيسية في بناء الهيكل التنظيمي للدولة عبر توفير قنوات الدعم والمشورة والاقتراحات والرقابة والتشريعات، وإشراك الموطنين في رفع لبنات البناء. أما على الصعيد الاقتصادي فنجد مثلًا الاتجاه نحو تنويع مصادر الدخل وتفعيل دور القطاع الخاص باعتباره الركيزة الأساسية في التنمية في توفير فرص العمل وتحسين الأجور، وإنجاح خطط الحكومة في الحد من الأيدي العاملة الوافدة خاصة غير الماهرة، وذلك وفق أسس تستجيب لحاجات العصر، وتتطلبها عجلة التنمية، ويفرضها الوضع الاجتماعي والمعيشي والتطور العصري المستمر، مع مراعاة الحفاظ على موروثنا وتقاليدنا وعاداتنا وقيمنا ومبادئنا.

وحين نعرج على المستوى الاجتماعي فإن معالمه تحكي الدور الكبير الذي لعبته التنمية وإقامة البنية التحتية والأساسية، في ازدهار التنمية البشرية والاجتماعية، فقد حرص جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على أن تبدأ المراحل وتتوازى مع أهم عنصر من عناصر نجاح مسيرة النهضة، وهو النهوض بالإنسان لكونه غاية التنمية وهدفها.

وما لا يمكن إغفاله الدور الكبير الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عُمان السلطانية في حماية منجزات النهضة المباركة والذود عن حياض الوطن وصون كرامته وعزته، هذا الدور الذي ستؤكد عليه اليوم من خلال الاستعراض الرمزي الذي ستقدمه تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله ورعاه ـ على ميدان الاستعراض بأكاديمية السلطان قابوس الجوية.

وإذا كانت هناك من كلمة، فإن الكلمة يجب أن توجه لهذا الشعب الأبي الوفي الذي صنع أروع ملاحم التلاحم والتعاون والتكاتف حول القائد الحكيم جلالة عاهل البلاد المفدى ـ أيده الله ـ وضاربًا أروع الأمثلة في معنى الولاء والانتماء والعرفان، فهنيئًا للقائد المفدى هذا الشعب، وهنيئًا للشعب العماني قائده الوفي الأمين المخلص.. وكل عام وعُمان وقائدها وشعبها بألف خير وصحة ورخاء وسؤدد.

 

Email