صرح يجسد رسوخ ثوابت النهضة المباركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم تشرئب الأفئدة، وتفهو القلوب شوقًا، وتستعد الآذان لسماع كلمات لطالما كانت مضيئة ندية طيبة نيرة، منذ بزوغ فجر النهضة المباركة على يد مؤسس نهضة عُمان الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.. إنها كلمات من نور لم تسكن الورق والوثائق، لتتحول إلى تعبير إنشائي، بل كانت كلمات ترسم طريق الحاضر والمستقبل، ولا تزال تحرك الكوامن والطاقات، وترسم الطرق السليمة للمترجمين لها الذين استطاعوا تحويل كل كلمة إلى حقيقة واقعة مشاهدة، وإلى حقائق شامخات راسيات شمخت بشموخ الإنسان العماني، ورست برسو حضارة عُمان وإرثها وتاريخها الضارب في القدم.

إن آذان أبناء عُمان الأوفياء تتحرق شوقًا لسماع كلمات ربان سفينة النهضة جلالة عاهل البلاد المفدى ـ أيده الله ـ الذي سيتفضل فيترأس اليوم الانعقاد السنوي للفترة الخامسة لمجلس عُمان لعام 2012م وذلك بالمبنى الجديد لمجلس عُمان بمسقط، حيث سيشمل جلالته ـ أعزه الله ـ برعايته الكريمة افتتاح هذا المبنى الذي يقع في منطقة البستان بمسقط، والذي ستردد رحابه الطيبة صدى الكلمة السامية التي سيتفضل بإلقائها جلالة عاهل البلاد المفدى ـ حفظه الله ورعاه ـ والتي سيعرض فيها جلالته ـ أيده الله ـ مسيرة العمل والتنمية التي تحققت في ربوع السلطنة وأبرز ملامحها في الحاضر وآفاقها الرحبة تحقيقًا للأهداف التي رسمها سلطان البلاد المفدى ـ أبقاه الله ـ للنهضة العمانية الحديثة التي شملت كافة ربوع الوطن، وحققت بفضل الله وتوفيقه الرفاهية والخير؛ ورسخت الأمن والاستقرار لهذا الوطن العزيز وأبنائه الأوفياء باعتبارها تنمية مستدامة ذات مسارات وخطوات راسخة وإنجازات متصاعدة.

إن النية حين تخلص، والسريرة حين تصفو، ويتعاظم الشعور بالانتماء والولاء والعرفان، ويقوى التمسك بالقيم النابعة من الموروث الحضاري في هذا الوطن، وتمتزج المشاعر وتتلاحم الأواصر وتتلاقى القلوب وتتآلف, وتتشابك السواعد فإن من شأن ذلك أن يعطي حالة استثنائية تمكِّن القائد من إكمال خطط النهوض والبناء بالوطن والمواطن، هذا التلاحم والتعاون والتكاتف بين الشعب والقيادة الذي نبت منذ اللحظات الأولى لولادة النهضة المباركة مكَّن من وضع اللبنات الراسخة لإقامة الدولة العصرية, والبناء عليها بحرص وإتقان, فكانت النتائج مستلفتة للنظر للقاصي والداني لمدى ما وصلت إليه الخطط الإنمائية في بلادنا من إحكام وتطور، ومدى الرعاية السامية لمسيرة التطبيق والدأب على الإصلاح المستمر لآليات بناء صرح النهضة المباركة بشقيها البشري والمادي, رغم كل التحديات.

لقد حرص جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على ترتيب شؤون الدولة بالموازنة الدقيقة بين القطاعات الفاعلة على اختلاف مكانها بخريطة حركة التنمية, وكان مبدأ الشورى هو المظلة الأكبر لحفظ الحقوق وبيان الواجبات لكل مستويات المجتمع العماني، بحيث يكون لكل عماني وعمانية حق المشاركة في صياغة المسار الذي تسير فيه نهضتنا الحديثة، لتتكامل الصورة بتكامل المسؤولية من خلال الربط بين مجلسي الدولة والشورى اللذين حظيا مؤخرًا بصلاحيات تشريعية ورقابية مكنتهما من تحقيق الأهداف المنشودة، والاضطلاع بدور أكبر في تنمية هذا الوطن الغالي وتطوره وتقدمه، هذه التعديلات والصلاحيات أعطت نتائج طيبة يلمسها المواطن اليوم من خلال الجهود المشتركة التي يقوم بها المجلسان، ليترجما إرادة القيادة الحكيمة نحو تحقيق مصالح المواطن والوطن، ولذلك فإن المبنى الجديد الذي سيحتضن مجلس عُمان بجناحيه الدولة والشورى يأتي ليجسد رسوخ ثوابت النهضة المباركة، وأولها ثابتة الشورى والمشاركة الشعبية.

فمن يتابع الكلمات السامية لجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ للانعقاد السنوي لمجلس عُمان منذ إنشائه وإلى اليوم يلحظ ذلك الحرص الكبير والواضح على التمسك بهذه الثوابت وترسيخها، وتطوير آليات العمل المؤسسي، وإشراك المواطن بفاعلية أكبر من حيث موقعه في مسيرة التنمية، والحرص الكبير على تلبية مطالبه، وفتح مجالات الحرية المنضبطة وإبداء الآراء والأفكار والمشاركة بها.

إننا اليوم أمام موعد جديد مع كلمة سامية تؤكد ملامح الحاضر الشاهد على النجاح، وتؤكد على الثوابت وترسم طريق المستقبل بما يعزز مناخ الأمن والاستقرار والتنمية والرخاء.


 

Email