وحدة المعارضة السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما تتواصل آلة القتل التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد‏,‏ في حصد أرواح العشرات من المدنيين الأبرياء يوميا‏,‏ يبدو أن المعارضة السورية لا تزال غير قادرة علي توحيد صفوفها المشتتة المبعثرة في أكثر من اتجاة.

, على الرغم من مرور20 شهرا, منذ بدء ثورة السوريين للتخلص من نظام ديكتاتوري لا يعرف سوى  لغة القمع والإرهاب. فنجاح الثورة السورية وقدرتها على حسم المعركة الدائرة حاليا لصالحها مرهون بتجاوز جماعات المعارضة خلافاتها الهامشية, التي ستؤدي لإطالة أمد معاناة سوريا وشعبها, ولا وقت للحديث عن توزيع كعكة السلطة, فهناك هدف واحد يجمع عليه الكل, هو إنقاذ سوريا من نظام مستعد للفتك بشعبه في مقابل البقاء في السلطة.


كذلك فإن المعارضة السورية مطالبة بأن تضع في اعتبارها أن السوريين في الداخل استنفدت طاقتهم في تحمل الضربات والغارات الجوية الوحشية لجيش بشار الأسد, وينتظرون رؤيتهم يخرجون من مرحلة التشتت إلى مرحلة الاتفاق, وتلك كانت الرسالة الأساسية للاجتماع الموسع الذي عقد الخميس الماضي في العاصمة القطرية الدوحة, بحضور عربي ودولي لافت.
 

فهذا ليس وقت البحث عن المكاسب الشخصية, بل وقت العمل الدءوب من خلال إنشاء قيادة سياسية موحدة يكون لها الكلمة الفصل في كل ما يتعلق بالرؤية المستقبلية لسوريا, وان تعد خطة واضحة المعالم للتحرك, عقب انهيار نظام بشار الأسد, وكجزء من هذا التحرك عليهم الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية, لتجنب حالة الفراغ السياسي وما سيقود إليه من انفلات أمني واخلاقي, مثلما حدث في بعض البلدان العربية اثر ثورات الربيع العربي.


وأخيرا على المعارضة السورية إدراك أن الوقت ليس في مصلحتها, إذا قدمت الخلاف على الاتفاق, وانه لا بديل أمامها سوي الوحدة ولا شئ آخر.
 

Email