المأزق الليبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

 الجارة ليبيا لا تزال تعاني من الآلام المبرحة للمرحلة الانتقالية التالية لسقوط نظام معمر القذافي‏ ،فالتوافق علي شكل المستقبل غائبا وموضع خلاف بين الثوار من جهة وبقية الأطراف السياسية الجديدة والقديمة علي الساحة الليبية،وليس أدل علي ذلك من المخاض الصعب لحكومة على زيدان التي نالت ثقة المؤتمر الوطني العام ـ البرلمان ـ أخيرا. فعوضا عن أن تحظي الحكومة الجديدة بالدعم والتأييد الشعبي، إذا بها تواجه موجة عاتية من الاحتجاجات والاعتصامات،اعتراضا على تشكيلها الذي افتقد لوجود من يمثل الثوار، فضلا عن تولي أشخاص ارتبطوا بصلات بنظام القذافي حقائب وزارية.


فنحن إزاء وضع هش ينذر بأن الثورة الليبية لم تكتمل بعد، وأنها مرشحة لموجات أخري، بسبب الصراعات الدائرة بين القبائل علي تحصيل مكاسب ومواقع لها ولأبنائها في الدولة الوليدة، والانفلات الامني الذي يؤرق الجميع في مختلف أنحاء ليبيا وكانت الاشتباكات في بني وليد قبل أيام قليلة أخر تجلياته،علاوة على أن البقية المتبقية من الموالين واتباع القذافي يمثلون عبئا وخطرا لا يستهان به، لأنهم تحدوهم الآمال العريضة في فشل الثورة أو على الأقل العمل على إعاقة مسيرتها ومنعها من التقدم للامام.


إن ليبيا التي شكلت العنقود الثالث بعد تونس ومصر علي درب ثورات الربيع العربي لا يجب أن تترك وحيدة في ظروفها الراهنة، ومن واجبنا في مصر أن نقدم لها يد المساعدة والنصح ليس من منظور الأخ الأكبر الذي اعتادنا التعامل من خلاله مع البلدان العربية في فترات تاريخية سابقة، وإنما بمعيار الأمن القومي.
 

Email