لاحظت في الأيام الماضية بعض الجوانب أتوقف عندها لحساسيتها، وأرجو ألا يتحسس منها إلا من على رأسه (بطحة)، فمن خلال سمعي أو مشاهدتي أو إخباري بأن الحساسية وصلت إلى الساحة المحلية بعد أن اشتهرت عربياً كما كنا نعرفها، ويبدو أنها لن تتوقف بل ستزداد يومياً، وقد بدأت تسري هذه الظاهرة في ملاعبنا بين جمهورنا ورياضيينا مما سبب حالات كثيرة من التوتر والعصبية بما يتعارض مع مبادئنا وقيمنا التي من أجلها تقام المسابقات الرياضية، وبصراحة من المعيب أن تكون هذه الظواهر بيننا.
ونظراً لأهمية دور الرياضة في مفهومها التربوي العام فهي وسيلة لتربية الروح والجسد، فعلينا أن نزاول المناشط الرياضية المختلفة وفقاً لأهدافها السامية، فالمباريات التي تأخذ صبغة التنافس بشتى أنواعها يجب ألا تخرج عن الإطار المرسوم لها، فهناك أنظمة ولوائح وقوانين تحمي المسابقات، وإذا خرجنا عن هذا المفهوم بسبب التعصب للفريق الذي ننتمي إليه فإن أهدافنا «تخرج آوت»!
أقول ذلك بعد مشاهدتي لبعض الأحداث بالمنطقة، منها واقعة النجم العالمي الشهير رونالدو لاعب النصر السعودي أثناء لقاء فريقه مع الشباب، وكذلك ودخول رئيس أحد الأندية الخليجية محتجاً على التحكيم برغم أنه كان يوماً رئيساً لاتحاد الكرة في بلاده بعد أن شعر بالإجحاف الذي وقع عليه وظلم فريقه، فالقضيتان ما زالتا حديث الأوساط الكروية بالمنطقة، ومن هنا نجد التشدد والعصبية وصلت حدها بسبب الحساسية وتأثيرها على اللاعبين، ولا بد من دراسة الوضع من كل الجوانب لأهمية دور وتفعيل هذا الجانب بمفاهيم الأعراف الاجتماعية والإنسانية، فقد ظهرت بعض الحساسيات وهي ظاهرة سلبية جديدة تتطلب وقفة متأنية من أجل إزالتها، فالحساسية المفرطة أثرت كثيراً علينا، ومن هنا علينا أن نقف بشدة ونضع الأمور في نصابها لكي لا نفرط بالمكاسب، وحرصاً على تأمين وسلامة العمل الرياضي في اتخاذ القرارات التي تخدم اللعبة، فالرياضة من الضروريات، ولهذا نطالب بضرورة العودة إلى الرشد، وأن يكون شعارنا الأخلاق أولاً وأخيراً ونترك رياح التعصب.. والله من وراء القصد.