إصلاح لا بد منه

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل يوم يصلك خبر جديد بل أخبار جديدة، فلم تتوقف أنباء تعاقدات الأندية مع اللاعبين في فئة المقيم لضمهم للفريق الأول ليلعبوا ويأخذوا مكان اللاعب المواطن، وأصبحت هذه الفئة هي الأكثر في صفوف الأندية وبأعداد كبيرة، وتتوفر لهم كل وسائل الحياة السعيدة من مسكن ومشرب وراتب مغرٍ، والهدف هو الفوز والبطولات وتحقيق المكاسب بأسرع وسيلة ممكنة!

أستغرب أننا لم نتعلم ونستفد من دروس الدوحة، فقد قدم الفريق الأردني درساً ولا أروع، فلم نتعلمه، فالمنتخب الأردني يأتي من دوري محلي قليل الإمكانيات، ولكن جهز فريقاً قوياً، نافس؛ بل كان نداً عنيداً وخسر بثلاث ضربات جزاء، والكثيرون أطلقوا عليه البطل غير المتوج، وقدم عروضاً ما زالت في أذهاننا، فلماذا لا نفكر في المصلحة العامة ونترك الفوز والخسارة في مسابقاتنا المحلية ونهتم بالمراحل السنية؟ فقد كنا يوماً ما أبطالاً على مستوى المنطقة ناشئين وشباب وأولمبي، أيام طيب الذكر المدرب الوطني مهدي علي.

إلى أين نحن نسير وماذا نريد ولماذا اتحاد الكرة لا يوقف ما تقوم به الأندية من تعاقدات بالجملة وصرف أموال طائلة، حتى أصبحت الشركات الراعية بدلاً أن تكون مدخلاً للأندية وتصرف على فرقها، أصبحت تصرف على اللاعب الفلاني الذي يأتينا من البلد الفلاني! بصراحة أمر مؤسف، وحزين لأننا لا نفكر في الأكاديميات بل نسيناها تقريباً، فالكثير من عيالنا تركوا الأندية بسبب أن اللاعب المقيم والأجنبي يسيطران على كل المراحل، ويكفي أننا في دوري الكبار لم نعد نعرف اعداد اللاعبين الأجانب.

شاهدنا جميعاً في كأس آسيا كيف أن لاعبينا الاحتياطيين بأنديتهم هم أساسيون بالمنتخب، إنه لأمر محير وغريب، إذا لم نتدارك الأمر فإننا سنتراجع أكثر! فكروا باللاعب المحلي الذي هو أملنا، أما هؤلاء فهم يأتون من أجل المال، وهي تجارة لبعض الوكلاء ونحن ندفع ونضحك، فالأولى هو ابن البلد، ورياضتنا تسير عكس الاتجاه، وهذه مسؤولية الجهات الرياضية لتصحيح هذا الوضع.. والله من وراء القصد

Email