لا بيان ولا توضيح!
ونحن إذ نكتب عن هذا العرس الكروي القاري الكبير لابد من الإشارة إلى ما قامت به دولة قطر الشقيقة، إذ أبدعت في تقديم صورة مشرفة ونموذجية للرياضة في المنطقة، وهي تستضيف هذا المحفل للمرة الثالثة في تاريخ البطولة الآسيوية.
استمتعنا بأيام جميلة مضت بسرعة، قدمت خلالها المنتخبات مستويات فنية راقية، واستعرضت فنونها وإمكاناتها وقدراتها، فأبدعت وأمتعت، ورغم أن منتخبنا خسر وخرج من دور الـ 16، إلا أننا لم نسمع أو نقرأ عن اجتماع لتقييم المشاركة الآسيوية فلا بيان ولا توضيح ولا هم يحزنون!
لم تكن كأس آسيا مجرد بطولة كروية فحسب، بل تظاهرة ثقافية اجتماعية فنية إنسانية اقتصادية شهدتها الأماكن الترويحية التي خصصتها اللجنة المنظمة للجماهير كسوق واقف، حيث تلتقي الجماهير وتعبر عن نفسها، فالتهنئة للأشقاء بهذا الإنجاز الكبير ونبارك لهم، مع الأمنيات أن تستمر قطر في تحقيق الإنجاز الكروي اليوم أمام إيران، بعد أن نجحت في تنظيم البطولة وأبدعت في تقديم صورة مثالية، لتؤكد قطر على قدرتها في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، حيث تتطلع الآن لطرق باب استضافة الأولمبياد، فهنيئاً يا أبناء دول الخليج وحق لكم أن تفتخروا بهذا التطور المدهش في المجالات كافة.
ومن المكاسب الكبيرة التي خرجنا بها هي تعريف نجوم ورموز وجماهير كرة القدم الذين توافدوا من مختلف بقاع العالم على عاداتنا وسلوكنا وثقافتنا وإرثنا وتقاليدنا.
لا ننسى أن نجدد التحية والشكر للجنة المنظمة العليا لكأس آسيا، فقد كانت عند حسن الظن، حيث تتفقد الضيوف والشخصيات بشكل يومي، وعملها المتميز رفع سقف الطموح لدى الشارع العربي.
ما قدمته هذه البطولة فنياً إشارة واضحة تؤكد على أن البطولات المقبلة ستشهد تغييراً كبيراً في لعبة كرة القدم، ويجب أن نستفيد من الدروس والعبر التي حفل بها العرس الآسيوي، والله من وراء القصد.