المهمة لم تكتمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت بطولة آسيا بالدوحة لكرة القدم نجاحاتها وتقلباتها التي دخلت مراحلها الذهبية بالعديد من المفاجآت واللقطات الدرامية الكروية، التي أثارت إعجاب الحضور الكبير في الاستادات السبعة، التحفة المعمارية التي بنتها قطر، حيث معدلات الحضور تتجاوز الثلاثين ألفاً من المتفرجين، فقد شاهدنا لقاءات حماسية ومثيرة منها مباراة قطر أمام منتخب أوزبكستان في ختام مباريات الدور ربع النهائي من البطولة، فالممتع في الأمر أن المباريات الأربع التي حسمتها ركلات الترجيح، كان أحد طرفيها منتخباً عربياً، وشهدت هذه المباريات فشل المنتخبات العربية في التأهل بهذه الطريقة، بينما كان المتأهل الوحيد هو «العنابي» الذي نجح في إقصاء الأوزباكي من علامة الجزاء بسبب تألق الحارس مشعل برشم الذي صد ثلاث ركلات ترجيحية.

كانت ركلات الترجيح عقدة بالنسبة للفرق العربية لولا العنابي الذي فك العقدة، لذا علينا أن ندرب لاعبينا وحراسنا على ركلات الترجيح، ولا نعتبرها ثانوية في التدريبات، فقد كشفت بطولة آسيا مدى تأثر الفرق التي خرجت من الإقصاء بركلات الترجيح، وكلنا يتذكر المباراة الأولى لمنتخبنا والمنتخب الطاجيكي في دور الستة عشر، وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، وعند اللجوء إلى ركلات الترجيح، نجح الطاجيكي في خطف تذكرة العبور إلى الدور ربع النهائي.

ما حققه العنابي يعتبر إنجازاً كبيراً بوصوله إلى المربع الذهبي لكأس آسيا للمرة الثانية على التوالي، وهو المنتخب الوحيد مع إيران اللذين يتأهلان للمرة الثانية إلى المربع الذهبي، وواصل المنتخب القطري رحلة الدفاع عن اللقب وسيواجه منتخب إيران في نصف النهائي بعد غدٍ في مباراة صعبة من أجل التأهل إلى النهائي الثاني على التوالي، والمنافسة على كأس البطولة، المهمة لم تكتمل في نظر الفرق الأربعة الذهبية، فقد دخلت معسكرات مغلقة تستغل فترة الراحة لاستعادة أنفاسها بعد مشوار صعب للغاية، تتنفس الهواء بعيداً عن صدعة المنافسات، فالمهمة لم تكتمل بعد، ولذا نتوقع المزيد من الإثارة والندية في واحدة من أفضل بطولات آسيا لكرة القدم على الإطلاق فنياً وجماهيرياً وتنظيمياً.. والله من وراء القصد

 

Email