الفائز الوحيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصرف الحكومة مئات الملايين على الأندية التي كانت تسمى «النادي الرياضي الثقافي»، في بداية تأسيسها مع مطلع السبعينات بقرار من وزارة الشباب والرياضة آنذاك، وأصبحت الحكومة مهتمة بهذا القطاع لأهمية دور الأندية الرياضية كونها الحافظ للشباب الثروة الوطنية ومن أجل خلق إبداعات واكتشاف المواهب الكفاءات المؤهلة القادرة لتمثيل المنتخبات الوطنية.

ومنذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا صرفت الدولة المبالغ الطائلة من أجل الرعاية والاهتمام بهذا القطاع الحيوي، ولكن للأسف الشديد جرينا وراء الاحتراف بطريقة خاطئة، وأصبحت هذه الأندية التي تحولت للأسف إلى نشاط لكرة القدم والتركيز على الفريق الأول الذي يحرز البطولات، وفي المقابل تم نسيان وتجاهل بقية الرياضات والألعاب الأخرى التي أصبحت شهيدة «وميتة» لا حول لها ولا قوة، وخرجت الألعاب باجتهادات فردية يقوم بها بعض المحبين المخلصين لهذه اللعبة، بينما بقية الرياضات الجماعية التي كانت الإمارات منافسة فيها على المستوى الإقليمي والعربي، إذ حققنا نتائج مذهلة في فترة الثمانينات عن طريق الفرق الجماعية، فإننا اليوم لا نرى ذلك الزمن الجميل، لأننا أصبحنا نركز على الفريق الأول لكرة القدم الذي يدافع عن سمعة النادي، وفي مملكة البحرين الشقيقة صدر قرار بدمج الأندية وتغيير مسماها إلى نادٍ رياضي وحذف كلمة الثقافي، أما نحن فمازالت المسميات باقية وقائمة، ليس هنا محور حديثنا وقضيتنا الأساسية.. ما ندعو له ونركز عليه هو أن يتم مراجعة كل ما تم صرفه فقط في عصر الاحتراف، وأن يعاد النظر من خلال دراسة تقييم تحليلية صحيحة لا نترك الأمور تسير بدون أن نضع لها الحلول المناسبة والعلاج للقضاء على ما يحدث في الساحة الكروية اليوم، فالمشكلة كبيرة قد لا يتأثر منها البعض، ولكن حقيقةً الأمر في غاية الخطورة، نرى أن هناك خطورة بالغة تحدث دون أن ندري، وإذا كنا ندري ونعلم فتلك مصيبة أكبر، ونحن مع تطبيق الاحتراف الذي يأتي عبر قنواته التسويقية والاستثمارية، وليس أن نأخذ «فلوس الحكومة» ونصرفها على اللاعبين الأجانب والمقيمين والمستوردين بحجة أنه احتراف.

بالله عليكم، مع تطبيق الاحتراف، من هو المستفيد والفائز الأكبر غير اللاعبين الذين ذكرتهم!!

وهنا أكرر أنها كارثة إذا لم نتدارك الأمر، فما نراه اليوم أمر يدعونا إلى التوقف بنظرة صادقة شاملة بعيدة عن المجاملات وهز الرؤوس، ومن خلالها سنكشف معادلة القوة والضعف في الرياضة الإماراتية..

والله من وراء القصد

Email