غضب المحبين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتأثر الكثيرون من محبي الفرق المشاركة في المسابقات المحلية، خصوصاً دوري المحترفين لكرة القدم، عندما تتعرض الأندية إلى بعض الخسائر، فيخرج الجمهور كل ما لديه من حالات الغضب والتوتر لنتائج الفريق، وهذه أصبحت عادة في كل العالم، إذ يحدث هذا التوتر بين محبي النادي وقطاعاته المختلفة، كالإدارة واللاعبين والمدربين، وهنا في شأننا المحلي رأينا ردة فعل جماهير فريق الإمارات بعد خسارته الثقيلة أمام شباب الأهلي قبل أيام، حيث تعرض النادي ومسؤولوه والقائمون عليه للهجوم القاسي في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، ونقول من حق هؤلاء المحبين، بل بعض المؤسسين لهذه الفرق والأندية أن «يغاروا»، فهذه من أولويات المحب للكيان الرياضي، خصوصاً أن نادي الإمارات صاحب تاريخ طويل في الكرة الإماراتية، فمن كتب وعتب هم من مؤسسي النادي الذي ينتمون إليه منذ عشرات السنين، ولكن ما يؤسفني هنا أن معظم الفرق المشاركة في دورينا لديها لاعبون لا ينتمون للنادي الانتماء الحقيقي، فاللاعب المستورد لا يعطيك كل شيء، باستثناء عدد قليل لا يتجاوز اليد الواحدة، وهذه واحدة من المشاكل؛ لأن تفكيرنا كله ينصب على الفوز بأسرع وسيلة ممكنة.

إن الاستعانة باللاعبين الأجانب والمقيمين بهذه العددية الكبيرة تسبب في إغلاق الباب أمام وجه أبناء النادي الحقيقيين، وبالتالي تصبح المعادلة صعبة، فالأجنبي يأتي من أجل فترة زمنية معينة بمقابل مالي كبير يلعب أو لا يلعب، ففي نهاية الأمر سيتقاضى أموالاً من خزينة النادي بالطرق الشرعية والقانونية، وفقاً لعقده وامتيازاته، بينما أبناء النادي بدأوا يهجرون كرة القدم؛ لأن فرصتهم أصبحت ضعيفة جداً، فنادراً ما يلعبون، وبالتالي تتجه الأندية للاستعانة بلاعبين من غير أبناء النادي، وتصرف عليهم الكثير من الأموال، من أجل تحقيق الانتصارات السريعة والفوز بالبطولات، وهذه من وجهة نظري كارثة كروية حقيقية إذا لم نتداركها سندفع الثمن، وحال الأندية اليوم تكشف المعاناة الحقيقية.. والله من وراء القصد.

Email