إلى متى التخبط!

ت + ت - الحجم الطبيعي

تظل كرة القدم، اللعبة الأكثر اهتماماً واستحواذاً لدى العامة، عن بقية الأنشطة والرياضات الأخرى، حتى ولو انتفضت بعض الألعاب لتنافس الساحرة المستديرة، إلا إنها تبقى قوية بجماهيريتها وشعبيتها، وما يصرف من أموال على كرة القدم يفوق العشرات من الأضعاف التي تصرف على الرياضات الأخرى، لهذا نجد أن أخبار الكرة مسيطرة.

قناعتي أن ما نصرفه على كرة القدم يفوق تقريباً المليار درهم، على الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة في هذا المجال الحيوي المهم، إلا أن التكهنات تشير إلى أن الرقم ربما يقترب مما ذكرناه أو أقل أو أكثر مما نتوقعه، فالصرف على الكرة، يكلف خزائن الأندية وموازنات جهات الدعم المحلية والاتحادية، الكثير، من خلال التعاقدات مع اللاعبين الأجانب، وزدنا اليوم اللاعب المقيم، فأصبحت العملية معقدة وصعبة، لأن الصرف يتم بصورة مبالغ فيها، ولهذا، نتوقع أن يزيد على الرقم الذي ذكرناه.

ونحن لا نريد أن ندخل في قضايا تفصيلية مالية، لأننا لن نصل إلى نهاية، فلعل نادياً واحداً فقط يصرف ما يقارب الـ 300 و400 مليون من أجل بطولة الدوري غير الأندية الأخرى فهل يعقل هذا! معظم أنديتنا تقوم بتغييرات مستمرة في التعاقدات بسبب عدم دراسة القرارات بشكل جيد قبل اتخاذها، رغم أننا نتحدث عن الاحتراف في كل مناسبة، ومن دون مناسبة.

والآن، تعاني الكرة الإماراتية وعلى رأسها المنتخب الأول الذي شهدناه أول من أمس تائهاً بسبب أننا فكرنا بالأندية والبطولات المحلية وتجاهلنا الأهم والأساس منتخب البلد، الذي لم يعد يمتلك لاعبين قادرين على هز الشباك، لأننا نعتمد في مسابقاتنا على الأجنبي والمقيم، انظروا إلى قائمة الهدافين فسوف ترون العجب! الحقوا المنتخب.. يجب التغلب على هذه الأزمة، التي دخلنا فيها بسبب نظرتنا الضيقة، لأننا لا نتعامل باحترافية فعلية، وكأن الاحتراف الكروي هو لمجرد الصرف على اللاعبين.. والله من وراء القصد

Email