ليلة حزينة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

عشنا ليلة حزينة بعد الخسارة الثقيلة التي تعرض لها منتخبنا في ثاني مشاركة له في كأس العرب مع اختلاف واحد هو أن هذه المرة أشرف عليها «فيفا» كتجربة وبروفة حقيقية للمونديال المقبل، فجاءت المباراة مخيبة للآمال فكانت الخسارة قاسية جداً، وصفها محبو المنتخب بمختلف شرائحهم بالكارثة والانهيار وكل الكلمات التي «تعور القلب»، فلم يتوقع أكثر المتشائمين أن نخسر بالخمسة، فقد كانت مباراة الأسوأ في تاريخ المنتخب منذ عشرات السنين تحديداً منذ عام 1979، حيث لم نخسر بهذه الصورة، ليخرج الجميع بصوت واحد يدعون مجلس إدارة الاتحاد إلى الاستقالة الجماعية وحل الجهازين الفني والإداري، بل إن البعض طالب بتدخل أعلى الجهات بالدولة حتى لا تتكرر «الصدمة»، والكل «طاح» في أسرة اللعبة ومن ينتسب إليها، وليعلم الجميع أن الخسارة المؤلمة ليست مسؤولية الاتحاد وحده، وإنما الجميع يتحملها من أندية وهيئات واتحاد الكرة واللاعبين والجهاز الفني الكل وراء هذه النتيجة غير المتوقعة، وإن كنت أؤمن بأن الكرة غالب ومغلوب وهذه هي كرة القدم كما نعرفها،ولكن أن تصل بنا إلى هذه النتيجة بعد 11 سنة احترافاً، لتضيع لنا كل المكتسبات الفنية التي حققناها قبل أن نطرق باب الاحتراف.

من هنا نرى ضرورة تشكيل لجنة وطنية عليا محايدة كما عملت السعودية من قبل سنوات لتصحيح الوضع، فالأمر يتطلب وقفة حقيقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ،لأن الدولة لم تقصر في دعم كرة القدم فهي التي تتلقى ميزانيات بمئات الملايين، تصرفها الأندية والجهات المعنية، فأين تذهب هذه الأموال فهل احترافنا هو للاعبين فقط ؟!.. بصراحة نعاني من أزمة حقيقية ستزداد وتتوسع إذا لم نضع حلاً سريعاً لها، فهي لا ترتبط برئيس معين أو بأي فرد من أفراد المنظومة ،بل هي قضية وطنية تتطلب أن نكون واقعيين ،فالمنظومة الرياضية عامة بحاجة إلى غربلة،وما جرى لنا في ستاد «البيت» يفرض علينا أن نعيد ترتيب بيتنا الكروي .. والله من وراء القصد.

Email