الغسيل في المواقع!

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشاركة في الدورات والتجمعات ليس لمجرد التواجد فقط، ولكن للتطلع إلى الفوز بالميداليات ورفع علم الدول المشاركة، إذا كنت جاهزاً ومنظماً بصورة علمية صحيحة، وليست كما حصل معنا في أولمبياد طوكيو التي اختتمت بفوز الكبار، ومعها طارت الطيور بأرزاقها وتركونا نغسل بعضنا البعض في مواقع التواصل الاجتماعي.

فقد زادت الانتقادات في الآونة الأخيرة عن حدها لدرجة التطاول على بعضنا البعض، خاصة بعد أن أصبح الموبايل في يد الجميع يستطيع من خلاله عبر أصبع يد واحدة أن ينتقد وينتقم ويكتب دون رقابة، فقط الضمير هو الذي يفصل بينه وبين هذا الجهاز الخطير الذي أصبح كالشيطان يقلب الأوضاع والحقائق رأساً على عقب، وتنتقل إليه كل أساليب الخداع والكراهية، أعوذ بالله، من المرسل دون مراعاة، فتصبح عملية التصيد فوضى بصورة مخيفة، ويخرج أحياناً أحد الفضلاء والعقلاء بمداخلة ظريفة يكتب فيها «حبوا بعضكم»، فالمشاركات تحتاج إلى خطط واستراتيجيات بمعنى الكلمة وليست «بروباغاندا»، الكلمة أمانة، عن جد وليست شعارات رنانة، نتغنى بالأمر ليل ونهار ونحن بعيدون عنه، فأتمنى طرح المبادرات الطيبة والخيّرة والندوات التي تناقش وتعلم أمانة الكلمة والرأي.

والانتقاد، مبادرات قد تعود بالنفع العام على الرياضة، ونكررها في أكثر من مناسبة إيماناً منا بأهمية مثل هذه اللقاءات، لأن الساحة الرياضية المحلية وصلت إلى درجة الغليان، بعد أن تلوثت الأجواء وأصبحت بيئة غير مستقرة، والآن لا نقبل أي انتكاسات وإحباطات جديدة، والكل يعبر عن موقفه بكل حرية، تلك الحرية التي تتحول أحياناً إلى صراحة مجروحة تدخل في الذمم، وهنا هي المشكلة الحقيقية عندما يتجاوز بعض المتحدثين بصورة غير رياضية بنشر غسيلهم على الملأ وعلى الهواء مباشرة، علينا أن نتحكم بعقولنا وهدوئنا ونتغلب على أخطاء الماضي، ونفكر بالمنطق وبتروٍ، بعيداً عن التعصب الأعمى الذي «يودينا في داهية»! والله من وراء القصد.

Email