أبواب الشر!!

على مدى أربعين عاماً، في مشواري الصحفي، وتغطية المئات من الأحداث والمناسبات والبطولات الرياضية، والمشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات والجمعيات العمومية، بالداخل والخارج، وغيرها من الفعاليات المختلفة، محلياً وإقليمياً وقارياً وعربياً ودولياً، لم أشهد مثل ما حدث خلال الجمعية العمومية للاتحاد العربي للصحافة الرياضية، التي انعقدت مؤخراً في الأردن، من أحداث مؤسفة، أصبحت حديث الشارع الرياضي العربي اليوم، فتداعيات الأحداث مستمرة، من جراء تصرفات البعض الخارجة، الذين لا نعرف ماذا نطلق عليه؟ لأنها كانت بمثابة مسرحية هزلية صحفية، أبطالها، بعض من يدعون أنفسهم، صحفيين وحملة أقلام، ويفترض فيهم أن يكون دورهم كبيراً في توعية الناس وتثقيفهم.

ومن هنا، تكمن الخطورة، على العديد من القضايا الرياضية الإعلامية، وتشكل عبئاً نفسياً، على المنتسبين لها، فقد تحولت عمومية الصحافة العربية إلى «سخافة» من البعض، الذين أرادوا إفشالها، بأي شكل من الأشكال، ولولا الحكمة والعقلانية والهدوء، الذي تميز به الآخرون، لحدث ما لا يحمد عقباه، والحمد لله أن الأمور سارت في الطريق الصحيح، بعد خروج هؤلاء المنشقين، في أجواء صافية أخوية، نابعة من إيماننا، بأهمية دور الإعلام الرياضي الحق، الذي لا يعرف المصلحة الخاصة والمنافع الشخصية.

لم نكن نتوقع، أن يحدث ما حدث من تجاوزات، لأن التعامل الإنساني والمهني، افتقده إناس ذهبت عقولهم، فأصبح همهم فقط، الاعتراض والصراخ، الذي لا يؤدي، إلا إلى الانشقاق، وكنت شاهد عيان، تابعت كل التطورات والمستجدات، التي صاحبت اجتماعات عمان، بلد التوافق والوفاق، وعندما أشير إلى هذه الجزئية، فإنني أكتب عن واقع، قد لا يعلمه الكثيرون، حيث فتحت عمان صدرها عند استقبال الوفود العربية المشاركة والتي بلغت 18 دولة، أقامت بعثاتها في فندق حياة ريجنسي، وهو نفس مقر رؤساء الدول العربية، قبل انعقاد القمة، التي أطلق عليها قمة «الوفاق والتوافق».

وهذا الفندق وطأت عليه، أقدام الكثير من الزعماء العرب الراحلين، يتقدمهم الملك حسين، رحمه الله، الذي استطاع أن يجمع الزعماء العرب المتخاصمين، وقتها وهم معمر القذافي وحافظ الأسد وصدام حسين، واستطاع الملك الراحل، أن يوحد الصفوف والكلمة، وكانت من القمم العربية التاريخية، التي لا تنسى، شهدت قضايا جوهرية ساخنة، أزيلت خلالها الهموم والغموم، وعاد الود والصفاء، بين القادة، وهذا ما أردت أن أشير إليه، بعد «نكسة» اجتماع زملاء المهنة، الذين لم يتعلموا دروس القادة، بسبب حب الذات والكرسي وتصفية الحسابات، ناسين كل الأعراف والقيم المهنية والأخلاقية.

بقي أن نقول، علينا أن ندعم مسيرة العمل العربي الرياضي الإعلامي، وننظر بكل تفاؤل للقادم، ونغلق أبواب الشر !!.. والله من وراء القصد.