تكريم العمالقة!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدعو الله أن يشفي كل مرضانا وألا يحتاج الإنسان إلا إلى ربه، وهذا هو ما أردت التوقف عنده، وهو الحالة الصحية التي يتعرض لها عملاقان في الرياضة والفن، ارتبطنا بهما للمكانة التي تمتعا بها في كل المجتمعات الخليجية وهما الفنان الكبير شادي الخليج والمعلق الكروي خالد الحربان، فعندما وجدت صورهما عبر وسائل التواصل على الكرسي المتحرك شعرت بهما وهما في هذه الحالة، ووجدت حب الناس لهما وتقدير المجتمع لهاذين الاسمين الكبيرين، لأني أرى أن الفن والأدب يتلازمان معنا في القطاع الشبابي والرياضي والإعلامي، وقد أحزنني حال الفنان القدير عبدالعزيز خالد المفرج الملقب بـ«شادي الخليج»، وأتذكر هذا العملاق الفني الكبير صاحب أروع الأغاني الوطنية، والذي أشرف على حصة الموسيقى هنا في مدارس دبي، عندما كان موجهاً لمادة الموسيقى، وقدم على مدار 50 عاماً العديد من الأغاني والأوبريتات الوطنية، والآخر هو الحربان الذي يذكرني بأمجاد الجيل الذهبي والكرة الجميل وبالعصر الذهبي للأزرق، وبالأمجاد التي حققها منتخب الكويت الوطني في حقبة السبعينيات والثمانينيات، وحصد جميع البطولات الخليجية والآسيوية والتحليق في سماء العالمية بالوصول لمونديال إسبانيا 1982، واستطاع بعفويته أن يكسب محبة الناس خلال مسيرة تجاوزت 40 عاماً كمعلق كبير نعتبره مدرسة.

الحربان صاحب دور كبير في تاريخ الرياضة، كان يعلق على المباريات بالخارج، وكان الجميع من أفراد أسرته يستمع لصوته في الإذاعة (الراديو) عند جدته، والطريف كانت جدته تقوم بـ«تقصير» صوت الراديو حتى لا ينبح صوت حفيدها ويصاب بالتعب سبحان الله، هناك مفارقة عجيبة كانت أيضاً جدتي رحمها الله تشجعني وتعرف معظم زملائي في المهنة، بل يزورونها في البيت، ونكمل مع الحربان، فقد لعب مع فريق المدرسة ثم عمل لاعباً أساسياً في منتخب المدارس، وانتقل كلاعب إلى منتخب الكويت في عام 1961 حتى 1963، عمل مدرباً رياضياً في المدرسة والنادي العربي ومارس مهنة التعليق الرياضي منذ أواخر الستينيات وقدم برامج رياضية في التلفزيون والإذاعة.

كم أتمنى أن نفكر في رجال الرعيل الأول لمختلف المجالات والتخصصات ونتذكرهم بالكلمة الطيبة وأتساءل، أين اليوم معلقنا الكبير علي حميد لا نسمع صوته في قنواتنا الرياضية لماذا اختفى؟ فهل يعقل أن يترك بهذه الطريقة ولا نسمع صوته المميز وتاريخه الحافل.. لحظات صعبة على الإنسان عندما يواجه هذا الموقف وخاصة العمالقة الكبار الذين قدموا وأخلصوا وساهموا بإنجازات ريادية، فجيل اليوم يجب أن يتعرف كم قاسى الجيل الذي سبقه!!

قبل أيام شهدت مدينة دبي حفل تكريم عدد كبير من أبناء دول مجلس التعاون، بينهم شادي الخليج والحربان وعدد من أبناء الوطن من الأسماء الرائدة وهم اللاعب عدنان الطلياني وأول حكم إماراتي دولي علي بو جسيم والمعلق الرياضي عبدالمحسن الدوسري ورجل الثقافة بلال البدور.. فهؤلاء من صفحات الزمن الجميل!! والله من وراء القصد.

Email