أرجو أن لا نخذلهم !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

قلّبت صفحات الذكريات، وعند قراءتي خبراً صغيراً، عن عقد اجتماع المكتب التنفيذي لنادي الشارقة، تذكرت أيام زمان، عندما كانت إدارات الأندية، تعمل بروح الجماعة.

وقد مرّ بي شريط ذكريات، مسيرتي المهنية، وإذ بي أقرأ هذا الخبر الذي أوحى لي فكرة مقال اليوم، فمازلت عند قناعتي، بأن الأندية هي أساس العمل الصحيح، في بناء مستقبل باهر للحركة الرياضية، كونها تحصد النصيب الأكبر، من الدعم المادي والمعنوي، ونقصد هنا، الأندية الكبيرة، التي تقدر موازناتها بالملايين، وتحصل عليها من الحكومات المحلية شهرياً.

وتقدر بأكثر من 70 مليون درهم، والبعض منها تصل موازنتها، إلى ما يقارب الضعف!، ولكن للأسف الشديد، التفكير ينصب فقط على كرة القدم، التي تأكل الأخضر واليابس، ويفترض في الأندية أن تكون منبراً لحماية شبابنا من المخاطر، وتلعب دوراً كبيراً في حمايتهم، وتحافظ عليهم، من أي تأثيرات، قد تبعدهم عن المؤسسات التي ينتمون إليها، ولهذا نجد أن المسؤولين بالقطاع الرياضي، يعتبرون الأندية حماية لأبنائنا، وهذا توجه حكيم، خاصة في ظل الظروف التي يمر بها العالم، من تداعيات خطيرة.

ونعود إلى أهمية دور الأندية، والمطالبة بتغيير الخلل، وتبدأ من القاعدة، التي يصرف عليها أكثر مما تعطي، وهذه معادلة خطيرة، ولابد أن نراجع أنفسنا!، وأتساءل، هل تأسست الأندية لكرة القدم فقط، أم لتوجهات أخرى؟!، فالتوجهات الأخيرة خير دليل وشاهد، على ضعف المستوى الفكري والإداري، ووصل الحال ببعض الأندية إلى حالة يرثى لها، بسبب غياب التنسيق داخل الأندية، والتوافق معدوم تماماً.

ويمكن أن تصل الأمور إلى درجة «القطيعة»، وهذه ظاهرة خطيرة، فليس هناك ميثاق شرف بين الأندية، ونقصد هنا الأندية التي جعلت الهرم مقلوباً، ويفترض أن تأتي بالانتخابات، طالما الاتحادات تأتي بالانتخابات، ولكن فعلاً «الهرم مقلوب ياولدي»، والمطلوب وبشدة، ضرورة تغييرات جذرية في العقلية التي تدير القطاع الرياضي.

وهنا يطرح سؤال مهم، من يقيم هذه الأندية ويراقبها مالياً وإدارياً وفنياً؟، في ظل غياب الجمعيات العمومية، التي تعتبر موجودة على الورق في لوائحها وأنظمتها، ولكن من الناحية العملية والتنفيذية، هي في خبر كان، فمتى ينتهي العمل الفردي؟!.

الأندية تعمل بعقلية «الإدارة من خارج النادي»، وهذا خطأ، ولن تتقدم، رغم التطور الذي طرأ على الساحة، لأننا مازلنا «محلك سر»، فليس هناك لقاءات بين الإدارة وأعضاء النادي، حتى في موضوع التشاور بين الأسرة الواحدة، فالعمل يسير وفق أهواء البعض، وحسب «المزاج»، اللهم بعض الاجتهادات الفردية.

وهذه معضلة، لا بد من إعادة النظر فيها، ووضع آلية للعمل المنظم الذي يسير دون توقف، عند رحيل أشخاص، فالمؤسسة الرياضية، يجب أن تبقى وتؤدي دورها الريادي، في وضع الخطط الزمنية، لبرنامج الهيكل التنظيمي الإداري، ونحن نعاني في وقتنا الحاضر من افتقادنا إلى ذلك، وهذه واحدة من أبرز المعوقات، التي نراها اليوم، فالعودة لـ«أهل البيت» مطلوبة، وأقول: أرجو أن لا نخذلهم !!.. والله من وراء القصد.

Email