ليلة «الإمبراطور»

ت + ت - الحجم الطبيعي

التوثيق لأي مؤسسة رياضية وطنية، أعتبره عملاً وطنياً، ومطلباً مهماً، لتقديمه وعرضه على أجيال اليوم، ليقفوا كيف انطلقت أنديتنا ورياضتنا، ووصلت إلى ماهي عليها اليوم، وعندما تجلس أمام سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيس نادي الوصل، تشعر بالتواضع والطيبة، والأخلاق، والإنسانية بمعناها الحقيقي في شخص سموه، ومما لا شك فيه أن سموه قضى جلّ حياته، من أجل ناديه الوصل، أحد أبرز أنديتنا الرياضية بالدولة، وصاحب تاريخ حافل بالإنجازات، وما بذله سمو «الشيخ»، نابع من إيمانه، بأهمية بناء رياضة متطورة في دولتنا، ومن خلال الإصدار الجديد لي «إمبراطور من ذهب»،عبر تجربتي التوثيقية، أتناول فيه أحد أكبر وأعرق الأندية، التي قدمت وخدمت المنتخبات الوطنية، نوثّق جانباً مهماً من مسيرة رجل أحببناه وأحبنا، ومن سيرة رجل طيّب معطاء، في الرياضة الإماراتية، له وقفات من الصعب أن تُنسى، عشناها طوال الحقبة الماضية.

ومنذ خمسين عاماً، وسموه عاشق للرياضة بمختلف ألوانها، ما انعكس عبر النجاحات المؤثرة في الجوانب الثقافية والأدبية والإنسانية، فكثيراً ما نقف حائرين، عما يجول في خاطرنا، من أجل أن نُعبر عن أشخاص قدموا الكثير، فسمو الشيخ أحمد بن راشد، منذ أول لقاء معه، قبل ربع قرن، هو نفسه لم يتغير، الطيبة والعفوية التي عاشها، فهو أحد المراجع المهمة لرياضة الإمارات، ورغم ندرة ظهوره الإعلامي، منذ أن دخل الحياة الرياضية من بوابة نادي الوصل، إلا أن سموه لا يزال يسعى لرفعة وتطور الرياضة، وتحمل أفكاره دائماً، الحب والولاء للوطن وأبنائه، ما جعل له مكانة وقيمة كبيرة رفيعة، غرست صداها بكل صدق في قلوب الرياضين على مختلف انتماءاتهم.

وفي المرتين اللتين، قابلت فيهما سموه «صحافياً» الأولى قبل 25سنة والثانية في شهر رمضان الماضي، خرجت بالانطباع نفسه، بأنه رجل عاشق للرياضة، مؤمن بها، فمجلسه العامر، يمثل قمة التواصل الجميل بينه وبين مختلف الأجيال من الرياضيين، فهو رجل قائد جسور، سمح ومحب، وناصح ومرشد، وأقول: «شكراً»- ونقولها- من القلب إلى سموه، لما قدّمه في مسيرته العطرة الحافلة بالإنجازات، مقدِّرين جهده، معتزاً بتقديم هذا العمل التوثيقي، وقد وفقني الله وأعانني بتقديمه في هذا التوقيت، و«الإمبراطور» يجلس على كرسي صدارة دوري المحترفين لكرة القدم، ولا بد أن أشكر أيضاً، كل من وقف معي، وأخص الزملاء الأعزاء، وإدارة نادي الوصل، وكل المؤسسات الرياضية الرسمية والحكومية، التي ساندتني ووقفت بجانبي.

ومن الجميل، أن يتزامن تقديم هذه الوثيقة المهنية التاريخية الرياضية النادرة، مع عام الخير، اتساقاً مع توجيهات قادتنا، حفظهم الله، لتحقيق آمالنا وتطلعاتنا، وتحقيق المكاسب والنجاحات، فالأندية جزء مهم في مسيرة شباب الوطن، ونحن في فترة مختلفة الآن من التاريخ، ونحتاج اليوم أن نتعرف على هذه الملامح التوثيقية، لرياضتنا التي عاشت في ظروف صعبة، ومطلوب منا أن نقدمها لأجيال اليوم، ليتعرفوا على ماضيهم، عبر هذه الإصدارات والمتاحف، التي تروي القصص والحكايات.. والله من وراء القصد.

Email