الانسحاب خط أحمر!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن على البال إطلاقاً انسحاب نادي شباب الأهلي دبي أمام الشارقة، في نهائي كأس السوبر لكرة اليد، في جولة جديدة من «التخبط» التي تعيشها رياضتنا، والتي تعد خسارة كبيرة لسمعة اللعبة، وجاء القرار الإداري داخل الملعب في لحظة غضب غير مقبولة إطلاقاً، فهذه الانسحابات انتهت بلا رجعة، ونحن اليوم في عالم جديد هو الاحتراف كما قال لي أمس أحد كبار أعضاء اللجنة العليا للنادي المنسحب، فما حدث أمر مؤسف حسب ما ورد لأجهزة الإعلام التي قرأتها دون أن أشاهد المباراة، برغم أنني تلقيت دعوة خاصة من رئيس الاتحاد محمد جلفار، ومهما نقول عن الملابسات بأن الظروف وراء الانسحاب من ظلم تحكيمي وما شابه ذلك، نقول هذا وارد، في الرياضة ترتكب أخطاء ولكن لا تكون ردة فعلنا بهذه الطريقة، هناك أمور تنظيمية إدارية أخرى تتطلب من إدارة الفريق أن ترفع القضية برمتها للجهة الأعلى ومن ثم اتخاذ القرار، وهذه ليست مسألة سهلة أن يزعل أو يغضب أو يتوتر أحد على حساب الرياضة بمفهومها الصحيح، فهذه الأجواء لا نريدها، هناك هيئات جاءت بموافقة الأندية وانتخبت، وبإمكان كل الأندية أن تحتج وتشتكي حسب الأعراف وليس حسب المزاج!

لقد خلق الانسحاب في ختام المباراة أجواء غير مطمئنة لمستقبل الموسم، بعد أن شهدت المباراة انفلات الأعصاب، خاصة في آخر ثانيتين من عمرها، ومن ثم انسحاب فريق شباب الأهلي دبي من أرض الملعب، وعدم التكملة وفق قرار حكمي المباراة، وهنا أيضاً أستغرب كيف يتم تتويج فريق خسر! وهنا يتطلب من المعنيين في الاتحاد توضيح الأمر وفق اللائحة والقوانين لا يجوز من وجهة نظري، فريق يخسر تعطى له البطولة، وهذه أيضاً يجب توضيحها فليس للاتحاد الحق في منع شرح هذا الجانب القانوني للإعلاميين!!

ولكي نصحح الأخطاء يجب أن نؤهل إداريينا على كافة المستويات، في الهيئات الرياضية والأندية، فالعقلية التي تدير بحاجة إلى توعية وإرشاد، وهذا الأمر يجب أن يطبق على الجميع، الموسم في «أوله وربك يستر من الجاي»، فالأمور تسير بطريقة غريبة وعجيبة، فمثلاً قرار انسحاب أي نادٍ يتخذه رئيس المجلس أو المدرب أو أحياناً مشرف اللعبة ربما يرجع فقط إلى اثنين فقط لا ثالث لهما.. وبالمناسبة هذه ليست المرة الأولى التي تنسحب فيها أنديتنا، لأن فكر الانسحاب للأسف الشديد أصبح وارداً لدى رياضيينا في أي لحظة، لعدم وجود حساب أو رقيب بسبب عدم تكاملية العمل المؤسساتي، فالأندية تعمل وفق مفهومها بعيداً عن جماعية العمل المؤسسي الذي ضاع للأسف، والتي يفترض أن تكون المرجعية وصاحبة القرار، لأن الأندية تعمل تحت مظلة الحكومات التي تصرف الملايين، من أجل أن تبقى الأندية مكاناً للشباب وممارسة هواياتهم وحمايتهم، وليس لمكان التجميد والإلغاء، فهذا هو الخلل والقصور، فالرياضة في النهاية ترفيه أتمنى ألا نحولها إلى رياضة تدار بالتعصب والغضب، فالانسحاب خط أحمر!! والله من وراء القصد

Email