بس عندي سؤال!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تأسست وظهرت المجالس الرياضية، تخوف الناس من أنها سوف تسحب البساط عن الهيئات الرياضية الأخرى المتعارف عليها في الساحة، منها الوزارة أو رعاية الشباب أو الاتحادات والأندية وغيرها، إلا أنه مع مرور الوقت بدأنا نشعر بأهمية وجود المجالس التي تعود ملكيتها للحكومات المحلية، فأصبحت يد العون تساعد وتساهم وتساند في دعم مسيرة الرياضة الإماراتية.

وأصبحت هي التي تقوم بتنظيم واستضافة البطولات والأحداث الكبرى، محلياً وخليجياً وعربياً وقارياً ودولياً، لأنها تملك الإمكانيات والقوة المادية، ونجحت في إزالة الكثير من العقبات التي كانت تقف عثرة في طريقنا لتنظيم فعاليات كبرى تكلفنا الكثير مالياً لا تملكها الجهات الرسمية الأخرى، لأن موازنتها «يدوب تمشي» على الصرف لبقية الهيئات الرياضية والتي تتجاوز الـ30.

ولعبت المجالس «الثلاثة» دبي وأبوظبي والشارقة، دوراً محورياً في الفترة الماضية، وننتظر منها الكثير مستقبلاً، لأن خارطة الطريق الرياضية أصبحت اليوم واضحة وقوة المجالس ليست فقط مادياً، بل التواجد الفعلي والعملي والاجتماعي من خلال ضخ أعداد بشرية في العمل فيها، ولها مقراتها ومكانتها في المجتمع المدني وقدرتها على التعامل والتعايش والتكيف بالمتغيرات والمستجدات والتطورات وهي واضحة الآن.

ولم يكتف دورها فقط بالتنظيم، بل تجاوز ذلك التأثير والتدخل في لعبة الانتخابات الرياضية، بل حتى على مستوى الرؤساء، وفي هذا الجانب هناك رأيان، من مع ومن ضد، وهي ظاهرة صحية، فالاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية.

وما دعاني لأن أتناول هذه الجزئية هو ما شاهدته من بعيد وأنا في البحرين، ملبياً دعوة مؤتمر عالمي لمنظمة الخيول العربية والذي شارك فيه أكثر من 200 شخصية عالمية مهتمة برياضة الفروسية يمثلون 44 دولة، والعبد لله لا ناقة له ولا جمل في الخيول، لكن احترمت الدعوة وتقبلتها، كما أنني أحب المملكة وأردت أن ألتقي زملائي الإعلاميين من هم في جيلي، خصوصاً عشاق التوثيق، حيث يشتهر البلد باهتمامه بالعمل التوثيقي على مستوى يدعوك للإعجاب والتقدير.

نعود إلى صلب القضية، فما حققته المجالس الرياضية شيء لا بد أن نتوقف عنده، ونحيي الجهود التي تبذلها في عملية دعم مسيرة الرياضة، كان آخرها استضافة نهائي كأس السوبر المصري، والذي حضره ما يقارب الـ35 ألف متفرج، ونجاح التجربة الثانية وإن كنت أتمنى تنظيمها بالكامل دون أن تقتحم الشركات التجارية كما حدث، لأنها تهدف من وراء هذه المباراة أو غيرها للربح والمكسب، والسؤال: أين سيذهب ريع المباراة والتسويق والإعلان؟

هل سيكون لاتحاد الكرة الغائب الحاضر نصيب من الدخل أم تروح لجهات أخرى؟ وهنا عندي سؤال آخر.. لماذا غاب اتحاد الكرة ولم نر ممثلاً عنه في التتويج؟ أليس هو الجهة المنوط بها قانونياً الإشراف؟ أم تحول إلى شاهد ما شافش حاجة؟.. صحيح نؤيد تولي المجالس، ولكن لا نقبل تجاهل الجهات الأصيلة، وطالما نحن الآن في فترة الشفافية والعولمة، نريد معرفة كشف الحساب ما لنا وما لهم وما عليهم.. والله من وراء القصد.

Email