واقعة فتحي كميل والطرابلسي!!

■تحتفظ ذاكرة الكرة الخليجية بأسماء العديد من النجوم الذين برزوا في الملاعب الكروية، وأصبحت لهم جولات وصولات من الصعب نسيانها، نحفظ أسماء النجوم القدامى، الذين كانوا لاعبين، عملاً وقولاً هدفهم إمتاع الجماهير، ولم نسمع يوماً أن لاعباً خليجياً تصرف وأساء لناديه أو لأي فرد من أفراد أسرة الفريق الذي ينتمي إليه، فقد كانوا رياضيين بمعنى الكلمة، يحترمون المواعيد والتعليمات ولا يتجاوزون حدودهم إلا وفق الاحترام المتبادل، وليس كما يحدث الآن من تصرفات جاهلة يقوم بها بعض اللاعبين الذي يعتقدون بأنهم أصبحوا لاعبين كباراً للأسف الشديد.

■وعندما نشير إلى النجوم القدامى فإننا نتذكر الأعمال والإنجازات التي قدموها طوال فترة تواجدهم في الملاعب، قبل أن يرحل البعض عنا أو يعتزل أو يهاجر الكرة ولأي سبب من الأسباب.. يبقى نجوم الخليج القدامى لهم وضعهم الخاص عند الجماهير، في الوقت الذي لم يكن هناك إعلام أو إعلاميون، بل كان هناك الضمير الحي الذي اختفى اليوم بسبب حبنا للأمور المادية والعصرية التي «ذبحتنا»من كثرة مطالب الجيل الجديد من اللاعبين، الذين أصبحوا كالمنشار «لا يشبعون طالعين ونازلين ماكلين»، والإدارات لا تعرف كيف توقفهم عند «حدهم» على اعتبار أنهم نجوم.

■فقد طغت واقعة اعتداء حارس فريق الإمارات علي صقر على لاعب العين، وأصبحت حديث الشارع الرياضي برغم خروج الحارس واعتذاره علنياً في وسائل الإعلام نادماً على فعلته، مبرراً بأنه تصرف بعد «نرفزته» وبالتأكيد على تبرير خاطئ نأمل أن يتعلم من الدرس القاسي، ونبين لكم واقعة شهيرة قالها لي النجم الكويتي فتحي كميل في أحد لقاءاتي معه في دبي، عندما أخذ الكرة بكعبه ورفعها من فوق رأس الحارس العملاق أحمد الطرابلسي، بعد المشاركة في مونديال أسبانيا 82، فماذا كانت ردة فعل الحارس الأمين الطرابلسي إنه اعتزل اللعب، ولم ينفعل بعد أن شعر بالإهانة عندما سجل فتحي الكرة في مرماه وذهب يجري حول الملعب وضحكت الجماهير الغفيرة، فشعر بأنه لم يكن يتوقع من رفيق عمره في المنتخب والعمل، هكذا يجب أن يتعلم اللاعبون وبالأخص الحراس الذين تظهر فيهم هذه العصبية، فماذا تعرف عن أفضل حارس في منطقة الخليج، فهو لم يقف عند اللعب بل حقق من النجاحات بل ظل نجمه يسطع في سماء قراءة القرآن الكريم، فما أجمله من صوت فيعد صوته أجمل الأصوات في قراءة القرآن الكريم، حتى أن صوته أبكى رؤساء الدول ولقب بالحارس الأمين. بدأ الطرابلسي مع نادي النجمة اللبناني ثم نادي القادسية ثم نادي الكويت حتى اعتزاله عام 1983م.

■لقد كان الحظ حليفه في المجال الرياضي فكان هو أفضل حارس مرمى، وقدم الكثير من البطولات أثناء فترة عمله، والجدير بالذكر أنه لم يسجل أي هدف في مرماه خلال بطولة كأس الخليج العربي عام 1974م، وشارك في حصول الكويت على كأس الخليج عامي 1972 و1976م. ويعتبر أول كويتي سجل القرآن بصوته عام 1992م، وخلال فترة مشواره نال الكثير من الألقاب من بينها الحارس الأمين، الحارس العملاق، شيخ الحراس، وعلى الرغم من كل النجاحات التي قدمها إلا أنه اعتزل بسبب تقدم عمره، ليترك للعالم كله مسيرة رياضية عطرة وخالدة هكذا هم النجوم الحقيقيون.. والله من وراء القصد

الأكثر مشاركة