كانت أيام(23-30)

نادي الرمس عبق الماضي وشجون الحاضر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتواصل للعام السادس، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر محوره الصورة، فهي تعني الكثير، فلكل إنسان ذكرياته التي تبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، في مواقع مختلفة، فالصورة هي الحكاية والرواية، لأنها تظل عالقة، تذكرنا بالأيام الحلوة والبسيطة التي نتمناها أن تعود.. «كانت أيام»، تتمثل في الصورة الفوتوغرافية القديمة كذكرى جميلة عاشتها الرياضة الإماراتية، فالصور مختلفة ومتنوعة، تحكي قصة رياضتنا على مدار خمسين سنة مضت، وننقل لكم عبر الصورة أهم الأحداث والمناسبات التي شهدتها الساحة.

وخلال الشهر المبارك، نحاول أن نلقي الضوء عبر حلقات توثيقية تحكي البدايات، فالصورة الرياضية لها قصص مثيرة، واليوم نبدأ بقصة وتاريخ الصورة الرياضية عبر الشخصيات والأحداث التي رافقت مسيرتنا.. فمن لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله. من منطلق هذه القاعدة تولّدت الحاجة إلى تدوين الأحداث وحفظ التواريخ والأسماء، وهذه المواضيع التوثيقية جعلتني على مدى السنوات العشر الأخيرة أبدأ المهمة رافعاً شعار «كي لا يضيع تاريخنا الرياضي». راجياً أن تنال رضاكم جميعاً.

في مطلع الستينات تبلورت فكرة تأسيس نادي الرمس الرياضي، والتي جاءت كتطور زمني لفريق طلاب مدرسة الرمس للبنين، حيث كون مدرس الرياضة آنذاك فريقاً من طلبتها، ضم الشيخ أحمد بن سلطان القاسمي والمرحوم محمد سلطان بسيس - إبراهيم علي صالح – علي عبدالله دهمش – محمد راشد هباش- علي محمد درويش – أحمد سلطان – إبراهيم خلف – عبدالله منصور – محمد محمد محمود- أحمد الحسيني – عبدالله صالح الحرش - إبراهيم محمد يوسف الشحي – خليفة عبدالله شويرب – وحارس المرمى عبدالله المنصوري - أحمد الحرش – راشد آل طه – صالح عيدان – سعيد سليمان ثالث – إبراهيم عبدالرحمن الشحي ومجموعة من شباب المنطقة آنذاك.

هؤلاء الرواد نجحوا في وضع اللبنة الأولى التي تحولت بعد ذلك الى ناد رسمي قارب عمره ما يربو على خمسين عاماً، حيث لن ينسى التاريخ يوم الحادي والثلاثين من مارس 1965 الذي سجل الظهور الرسمي الأول للنادي تحت مسمى (نادي الخليج)، ونذكر للمرأة الرمسية مواقفها المشرفة والمميزة في صبرها وكفاحها مع الرجل أياً كانت الصلة التي تربطهما (جداً كان أو أباً أو أخاً أو إبناً).. فإن لها فعاليتها وتميزها وإبداعها وكل ما يعلن حضورها، ويتبين ذلك في عديد من المواقف أبرزها اتخاذ منزل آمنة بنت سليمان مقراً للنادي حينها ومحطة لبداية مسيرته التي واصل مشواره بعدها رغم الصعاب التي واجهته.

المرحلة الثانية

وبعد هذه البداية للانطلاق نحو المجد الرياضي جاءت المرحلة الثانية لتشكل الوجه الحقيقي لفريق كرة القدم الذي تكون من خلال أبناء الرمس الذين كانوا يعملون ويدرسون في الكويت آنذاك، وفي العام 1967 وبعد مرور عامين على الإطلاق الرسمي للنادي، اجتمع الرواد الذين تحملوا عبء المسؤولية لتأسيس ناد لهم يترجم نشاطهم وطموحاتهم ليتطور الحلم ويتشكل تحت مسمى (نادي الرمس الثقافي الرياضي).

وتوالت المراسلات بين أبناء المنطقة في الكويت والرمس لبلورة الجهود وتوحيدها وتكاتف الأيدي نحو المحافظة على النادي الوليد بمسماه الجديد بدلاً من مسمى نادي الخليج، وذلك تلبية لرغبة أبناء المنطقة آنذاك، وما زال النادي وهو من الجهات الرياضية القليلة التي احتفظت بشكلها واسمها وشعارها منذ التأسيس إلى وقتنا الحالي.

الانطلاقة الرسمية

وبعد هذا المشوار الحافل جاءت الانطلاقة الرسمية بإشهار النادي في سنة 1972 تحت رعاية المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي، طيب الله ثراه، الذي ترجم حرص سموه على التواصل ودعم الأندية إيماناً بدورها في تربية الشباب والنشء، وسجلت هذه الفترة انتقال النادي من مقره القديم إلى مقره الجديد في منزل عبيد المناعي، بعد ذلك تغير الاسم من نادي نجم الخليج الى مسماه الحالي ليحتضنه منزل المرحوم خميس عبيد الخويضري، حيث تم تزويد اللاعبين بالملابس التي تحمل شعار النادي وتوفير الأدوات الرياضية اللازمة. وتوالت جهود محبي النادي ليتم وضع النظام الأساسي الذي جاء من دولة الكويت بموجب رسالة وصلت من العاملين هناك من رواد النادي، وتوالت انتقالات مقر النادي التي دلت على مكانته في قلوب أهالي الرمس، إذ تعددت البقاع التي احتضنته حتى وصوله للمقر الرسمي، ولكن لم تتغير أو تخبو شعلة الانتماء والولاء لدى محبيه.

يوم مشهود

ويعتبر يوم الثلاثاء الرابع من أبريل يوماً مشهوداً لدى أبناء المنطقة، إذ شهد زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى النادي برفقة أخيه المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة آنذاك.

أسفرت هذه الزيارة الميمونة ومكرمة رئيس الدولة، عن إنشاء مقر رسمي للنادي الذي اعتبر بزوغ فجر جديد في سماء مسيرته، والذي انتقل إليه في العام 1976 ليستكمل مسيرة الرواد الطويلة ويساهم أبناؤه في تسطير سجلات التاريخ الرياضي عبر الإنجــازات والبطولات في المستويات الثقافية والاجتماعية والرياضية، بجانــب إسهام قياداته الرياضية في خارطة الرياضة على مستوى الدولة.

دمج أندية الرمس ورأس الخيمة وابن ظاهر

إلى أن جاء العام 1984 ليحمل في طياته حدثاً أضفى مستجدات على مسيرة الأندية الخيماوية وهو دمج نادي الرمس ونادي رأس الخيمة ونادي ابن ظاهر لتحمل جميعها الاسم الرسمي للإمارة، وهو نادي رأس الخيمة الرياضي الثقافي، ولكن سرعان ما عادت الأمور الى مجرياتها السابقة، حيث لم يلبث الدمج سوى موسمين ليسفر عن إعادة إشهار نادي الرمس الرياضي الثقافي كأحد الأندية الأساسية للإمارة، والتي تتبنى منذ ذلك الحين تعزيز الجوانب الاجتماعية والثقافية والأخذ بيد أبناء المنطقة نحو آفاق مشرقة ليكونوا أفراداً فاعلين ومميزين في مجتمعهم، كذلك تحسين التواصل مع القطاعات والمؤسسات لخدمة المجتمع.

Email