كانت أيام(13-30)

إصابة جاسم يعقوب .. وحّدت القلوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

نتواصل للعام السادس، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر محوره الصورة، فهي تعني الكثير، فلكل إنسان ذكرياته التي تبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، في مواقع مختلفة، فالصورة هي الحكاية والرواية، لأنها تظل عالقة، تذكرنا بالأيام الحلوة والبسيطة التي نتمناها أن تعود.. «كانت أيام»، تتمثل في الصورة الفوتوغرافية القديمة كذكرى جميلة عاشتها الرياضة الإماراتية، فالصور مختلفة ومتنوعة، تحكي قصة رياضتنا على مدار خمسين سنة مضت، وننقل لكم عبر الصورة أهم الأحداث والمناسبات التي شهدتها الساحة.

وخلال الشهر المبارك، نحاول أن نلقي الضوء عبر حلقات توثيقية تحكي البدايات، فالصورة الرياضية لها قصص مثيرة، واليوم نبدأ بقصة وتاريخ الصورة الرياضية عبر الشخصيات والأحداث التي رافقت مسيرتنا.. فمن لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله.

من منطلق هذه القاعدة تولّدت الحاجة إلى تدوين الأحداث وحفظ التواريخ والأسماء، وهذه المواضيع التوثيقية جعلتني على مدى السنوات العشر الأخيرة أبدأ المهمة رافعاً شعار «كي لا يضيع تاريخنا الرياضي».

راجياً أن تنال رضاكم جميعاً.

لا يوجد لاعب موهوب ومميز في لعبته إلا وستجده تعرض للكثير من الإصابات خلال مشواره الرياضي، ولكن نجمنا جاسم يعقوب تعرض لإصابة غريبة كانت بعيداً عن الملاعب، ساهمت في سرعة اعتزاله اللعب، وكادت تقضي عليه لولا ستر الله ودعوات محبيه، ومساهمة المغفور لهما جابر الخير وسعد الكويت في رحلة علاجه، وأيضاً في تلك الأزمة أعلن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تحمل كل نفقات علاجه في الخارج، فتعاطفت معه كل القيادات السياسية في المنطقة، وبعد أن تكلل علاجه بالنجاح وعاد بخير، عقب فترة ثمانية أشهر في الولايات المتحدة الأميركية، كانت أولى خطواته أن يصل الإمارات ليقدم التحية والتقدير والثناء والشكر لقيادتنا، حيث استقبله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، عندما كان ولياً للعهد، حيث وجه الشكر لقادة الدولة على تعاطفهم معه في أزمته الصحية، هذه هي النجومية الحقة فتعالوا بنا نتعرف إلى بقية المشوار لأحد النجوم الذين سطروا تاريخهم بإسعاد الجماهير قبل الاعتزال.

يعتبر جاسم يعقوب أحد أخطر وأفضل المهاجمين العرب في تاريخ الكرة العربية والخليجية.

نال لقب الهداف في البطولات المحلية ودورات كأس الخليج، شارك في إنجازات الكرة الكويتية ومنها حصول الكويت على كأس آسيا عام 1980. وشارك في أولمبياد موسكو عام 1980 ونهائيات كأس العالم في إسبانيا عام 1982. ونال لقب الأسطورة من دولة الإمارات. ويحظى بشعبية كبيرة على المستوى الخليجي. وتم تكريمه في أكثر من مناسبة منها عام 1982 في اليوم الأولمبي كأفضل لاعب.

اعتزل اللعب عام 1984 في مباراة أمام النادي الأهلي المصري. وحول قصة انضمام جاسم يعقوب لنادي القادسية، انضم لنادي كاظمة في بداية حياته الرياضية، ولكنه لم يلعب مع الفريق عندما عرض عليه عبدالمحسن الفارس مدير الكرة بنادي القادسية، الانتقال لنادي القادسية بعد محاولات عدة للحصول على الاستغناء من نادي كاظمة، حيث تمت مبادلته باللاعب السابق إبراهيم القديري.

وقد أشرف على تدريبه المدرب اليوغسلافي (بوزوفيتش) ثم رون لوين طومسون وبيتر مكملند الأيرلندي، ومع المنتخب الوطني كارلوس ألبيرتو البرازيلي وزاغالوا وبروشيتش. لعب الكرة الطائرة في نادي القادسية بعد الاستغناء عنه من نادي كاظمة. لعب أول مباراة له موسم 70 ضد نادي الجهراء، وتمكن من تسجيل (4) أهداف وقد لعب بدلاً من اللاعب عثمان العصيمي كابتن القادسية السابق. فاز بلقب هداف الدوري عام 1973.

اعتزالبعد اعتزاله أصبح عضواً لمجلس إدارة نادي القادسية عام 1985. وحالياً تقاعد من علمه واختير أخيراً كأحد أسطورة الكرة الكويتية في حفل الفيفا. تمكن جاسم يعقوب من تسجيل هدف التعادل في مرمى سانتوس البرازيلي بقيادة نجمة بيليه عام 72. أطلق عليه أكثر من لقب وأشهرها «المرعب»، وقد أطلقه عليه مشجع النادي أحمد التورة.

تعرض جاسم يعقوب للعديد من الإصابات خلال مشواره مع الكرة ومنها إصابته في الركبة، وكانت من أخطر الإصابات التي تعرض لها في 10 أكتوبر 1977 في مباراة منتخب الكويت ومنتخب كوريا الجنوبية، في إطار تصفيات كأس العالم لكرة القدم 1978، وقد أجرى وقتها عمليتين وعاد إلى لعب الكرة بعد سنة كاملة.

وهناك إصابات أخرى نتيجة تعرضه للمراقبة دائماً من المدافعين والتركيز على إصابته لإيقاف خطورته أمام المرمى، وتحمل الكثير وشارك في العديد من المباريات وهو مصاب، وكان يحرز الأهداف ومنها مباراة المنتخب أمام نيوزيلندا في أوكلاند ضمن التصفيات النهائية لكأس العالم في إسبانيا 1982، والتي طلب فيها من المدرب البرازيلي كارلوس استبداله، ولكنه طلب منه إكمال المباراة وتمكن من إحراز هدف الفوز الذي فتح الطريق للمنتخب الوطني للوصول إلى إسبانيا، وفي يوم 27 فبراير 1983 تعرض جاسم يعقوب إلى إصابة بالشلل النصفي، نتيجة سقوطه في الحمام، وتم نقله إلى مستشفى الصباح وقام الأطباء بإجراء الفحوص لمدة ساعتين، وكان التقرير الأول للإصابة هو إصابته بصدمة عصبية حادة، وبعد ذلك تم نقله إلى مستشفى ابن سينا، وتم أخذ مجموعة من صور الأشعة لرأس جاسم يعقوب، وعندما انتشر خبر إصابة جاسم يعقوب توافدت الجماهير من محبيه والأصدقاء لزيارته، والاطمئنان عليه بالمستشفى وعلى رأسهم المرحوم الشيخ سعد العبدالله الصباح، وقد تكفل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، ولي العهد آنذاك، بمصاريف العلاج في الولايات المتحدة الأميركية، فغادر في 5 مارس 1983 إلى الولايات المتحدة، وتم نقله بكرسي متحرك إلى الطائرة من مطار الكويت الدولي إلى مطار جون كينيدي في نيويورك، وتلقى بعد ذلك علاجاً مكثفاً في مستشفى سانت لوكس وبعد عدة تمارين قاسية، طلب منه الدكتور أن يمشي على عصا ونجح في ذلك، وخلال فترة العلاج أتته الأنباء من والدته بأن زوجته أنجبت بنتاً، فاختار لها اسم نوف، وبعد ذلك ذهب إلى مستشفى جامعة نيويورك المتخصص في العلاج الطبيعي، وتم إخضاعه لبرنامج مكثف، وكان هناك تقرير أسبوعي يرسل من أميركا إلى الكويت لعرض حالة جاسم يعقوب على الشيخ سعد العبدالله الصباح ويشرح التقرير من قبل وزير الصحة د. عبدالرحمن العوضي، وفي 8 أبريل 1984 قرر الأطباء أنه قد شفي تماماً، وأقيمت حفلة من قبل الطلبة الكويتيين في أميركا بهذه المناسبة، وعاد بعد أكثر من سنتين في عام 1985 إلى الكويت، وقد جرى استقباله استقبالاً شعبياً كبيراً، وتم تأليف أغنية من قبل الفنان عبدالكريم عبدالقادر ومجموعة من الفنانين، وقد كان اسمها «متى تعود الجوهرة».

يوم حزينوفي يوم 25 مارس 1985، أقيمت مباراة اعتزال جاسم يعقوب مع نادي الزمالك بطل مصر، والذي كان يضم نجوماً عدة، منهم إبراهيم يوسف وفاروق جعفر، وقد انتهت بفوز الزمالك 3-2، وكان يريد أن تلعب المباراة يوم 21 مارس، لأنه يوم عيد زواجه وميلاد ابنته نوف وعيد الأم، ويصف يوم اعتزاله بأنه يوم حزين، حيث كان يسجل في كل مباراة اعتزال لأحد زملائه، وكان يتمنى أن يسجل في مباراة اعتزاله، لكنه لم يستطع بسبب ظروف إصابته، شارك في مباراة الاعتزال العديد من اللاعبين العرب، منهم حسين سعيد من العراق ومحمود الخطيب من مصر ونجم حراس المرمى حمود سلطان من البحرين وعدنان الطلياني من الإمارات.

Email