حيثيات الحكم!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت رياضتنا منعطفاً آخر بعد المستجدات الكروية الأخيرة بين اتحاد الكرة من صوب والأندية من صوب آخر، فقد وصل الأمر إلى الإعلان رسمياً بسفر ونقل قضايانا الرياضية بالأخص الكروية إلى خارج الدولة عبر المنظمات الرياضية الدولية «الكأس» وهو حق مشروع لكل من يرى أنه تعرض للظلم من عقوبات تتطلب أن يستأنس برأي المنظمة الدولية ومقرها سويسرا، وهي آخر تداعيات التقاضي الكروي، والرياضة اليوم (غير الأمس)..

ولم تعد مجرد ترضية خواطر، اليوم الرياضة «بزنس» واحتراف وفلوس ما لها أول ولا آخر. الأندية تصرف مئات الملايين من أجل الكرة، وربما يصل معدل مصروفاتنا السنوية في جميع الأندية المشاركة في دوري المحترفين إلى المليار درهم، وهو رقم كبير ومخيف ومن هنا فإن الأندية ترى أن التضرر يتطلب معرفة أسباب هذه العقوبات إذا لم تكن مقنعة، حسب القرارات الداخلية ووفق النظام، بما يسمح لكل الأندية بإيجاد حلول لها.

دوري المحترفين أصبح حائراً بين اللجان المتعددة في اتحاد الكرة، وهذه اللجان وحسب لوائحها تتخذ القرارات وفقاً للتقارير، وهناك لجان تلغيها، فأصبحت الأندية في وضع صعب، بينما الاتحاد الشرعي يتفرج ويطبق القانون كما يقولون.. إن ما يحدث الآن يتطلب الحكمة والذكاء والخبرة والمعرفة بكل التفاصيل القانونية، فالعملية إذاً تمثل ظاهرة جديدة دخلت الساحة بسبب صراع اللجان الدائر حالياً، فمن هو المستفيد ومن المتضرر ومن هو الصح ومن هو المخطئ!! الكل يريد معرفة الإجابة.

اليوم جلسة اتحاد الكرة مع أندية الهواة ومشاكلهم أكثر، وتعد الجلسة التشاورية الثانية مساء اليوم بمقره بالخوانيج، وهي مخصصة ومفتوحة لممثلي أندية دوري الدرجة الأولى بعد اللقاء العاصف الذي خصص لإدارات الأندية وشركات كرة القدم بدوري الخليج العربي للمحترفين، والذي حفل بالنقاش وجهاً لوجه، وخرجوا بدعوة إلى عقد جمعية عمومية يتم التحضير لها، والتي ستكون واحدة من أهم الجمعيات العمومية لكثرة القضايا الساخنة التي بدأت تسخن مع سخونة الدوري الذي يتصدره الأهلي بفارق نقطة قبل لقائه مع الشباب يوم الجمعة المقبل.

وفي لقاء اليوم نتمنى أن نتلاشى بعض الثغرات التي شهدتها جلسة الأحد الماضي، وما نتج عنها من سلبيات كثيرة عن عدم هوية الجلسة، وعدم وجود أجندة وأي جدول أعمال واضح، فهل نتدارك الخطأ وننظمها بشكل أكثر تنظيماً، فالإعلام لم يعد ناقلاً فقط بل أصبح شريكاً أساسياً يعرف ماذا يدور داخل الجلسات، والبركة في الأجهزة التقنية التي تنقل الخبر والحدث أولاً بأول كما حصل بالأمس عندما ظهر على الشاشة خبر إيقاف مدرب الأهلي كوزمين والغرامة المالية في الشوط الأول في لقائه بزعبيل أمام الوصل الذي تألق ونجح في الفوز عن جدارة، وبعيداً عن النتيجة التي يستحقها الأمبراطور نرى أن الأهلاوية يتساءلون ما ذنب الفريق الذي نفذ العقوبة السابقة لمدربه كوزمين، ثم تمت تبرئته، والأزمة لم تنته عند هذا الحد، فقد ثارت حفيظتهم من جديد بعد العقوبة الأعلى سقفاً من هيئة التحكيم الكروي، والتي تعتبر الأعلى، ليتعرض الأهلي لأول خسارة هذا الموسم.

والسؤال لماذا نعلن قرارات بين شوطي المباريات والفرق تلعب، أليس هناك مخاطبات رسمية بين اللجان والأندية بطريقة أفضل، بدلاً من إذاعة قرارات على الهواء مباشرة قبل أن تصل إلى الأندية فما هي حيثيات حكم القرار الأخير. والله من وراء القصد

Email