تفاؤل بحل الأزمات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحل علينا عيد الفطر المبارك هذا العام، وسط ظروف استثنائية تعيشها الساحتين العربية والإسلامية، فبالإضافة إلى الملفات الشائكة التي استقبلنا بها العيد العام الماضي تفجرت لدينا ملفات جديدة تعيشها دول الربيع العربي سرقت منا بهجة العيد وأدت إلى مزيد من الانقسام والاستقطاب في تلك البلدان.
 
العيد هو فرصة للتسامح والتراحم والتفاؤل بمستقبل مشرق ونبذ العنف والقتل والاختلافات والمشاكل والتعقيدات من القاموس اليومي بعد أن امتلأت به ولكن للأسف، بقيت تلك المصطلحات السلبية هي واقع الحياة اليومية، وكأننا ندور في حلقة مفرغة لا مجال فيها لحل.
 
فبعد جرح فلسطين النازف والمجازر اليومية في سوريا العروبة والجرائم العرقية ضد المسلمين في بورما، أطلت علينا الأزمات السياسية والأمنية في دول الربيع العربي تلك التي انتفضت على الظلم والقهر والطغيان ولكن للأسف ما زالت تلك الدول غارقة في مستنقع الاختلافات الدامية وانعدام الأمن، فمصر تعاني الانقسام الحاد وشيوع أجواء الكراهية، ناهيك عن تفجر الأزمة الأمنية في سيناء.

 وكذلك الأمر في تونس التي شهدت ولادة الربيع العربي حيث تعاني من الاضطرابات السياسية والأمنية بعد سلسلة اغتيالات طالت رموزًا في المعارضة الوطنية على يد عناصر إجرامية، وإطلاق حملة أمنية واسعة في جبل الشعانبي الذي أصبح شوكة في خاصرة استقرار تونس، وغير بعيد عنها ليبيا التي خرجت للتو من أربعة عقود من الظلم والقهر على يد القذافي لا زالت تعاني هي الأخرى من فوضى الأمن وانتشار السلاح والتفجيرات والاغتيالات.
 
أما عن سوريا فحدث ولا حرج، فجرائم الأسد تزداد يومًا بعد يوم، فالنظام لا يريد أن يهنأ السوريون بيوم العيد حيث شن عليهم الغارات وقصفهم بالصواريخ والقذائف وهذه هي هديته لهم في يوم العيد، فهو لم يراع حرمة هذا اليوم كيف لا وقد قتل بإجرامه أكثر من 3 آلاف سوري طوال شهر رمضان.
 
مع قدوم العيد تتجدد الدعوة الصادقة لحل الأزمات والمشاكل على الساحتين العربية والإسلامية واغتنام نفحات العيد المباركة في إحلال الأمن والسلام على المسلمين والعرب من خلال التوافق والجلوس إلى طاولة الحوار بعيدًا عن الاقتتال والتمزق والاستقطاب، فحال مصر الشقيقة الكبرى لا يسر أحدًا والمطلوب فورًا هو إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والانخراط في حوار جاد وشفاف للخروج بحل جذري للأزمة، فلا أحد يريد أن تنهار مصر لا قدر الله وتُصبح دولة فاشلة فالطامعون كثر ويتنظرون الفرصة، كذلك الحال في تونس وليبيا واليمن والعراق وفلسطين وبورما وكشمير.
 
نتمنى أن يحل العيد القادم وقد تلاشت جميع الأزمات وحل الأمن والسلام على الساحتين الإسلامية والعربية بعيدًا عن الظروف الصعبة التي نعانيها هذه الأيام، وأن يكون الرخاء ورغد العيش هو واقع الحال، وأن تطوى صفحة الماضي وتفتح صفحة جديدة من التفاؤل والأمل بغد مشرق.
 

Email