الشعوب تتوق إلى السلام والاستقرار

ت + ت - الحجم الطبيعي

في هذه الايام المباركة التي اختتم فيها المسلمون في مشارق الارض ومغاربها  شهر الصوم والرحمة، وتحل على ابناء الامتين العربية والاسلامية تباشير عيد الفطر السعيد، نتشرف ان نرفع  اسمى ايات التهنئة والتبريكات الى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، رافعين اكف الضراعة الى الله تعالى ان يحفظ  جلالة السلطان المعظم، وان يعيد هذه المناسبة السعيدة اعواما عديدة على جلالته بالصحة والسعادة  والعمر المديد، وعلى الشعب العماني الوفي بالتقدم والخير والسؤدد في ظل قيادة جلالته  الحكيمة.

 وفي حين تمثل ايام عيد الفطر السعيد، مناسبة طيبة لتبادل التهاني والتبريكات بين المسلمين وبين بعضهم البعض، وتعميق الصلات والتقارب، والتراحم والتكافل بينهم، فانه من المؤكد ان كل الشعوب العربية والاسلامية تتطلع وتتوق الى ان تحتفل بهذه المناسبة العزيزة في سلام وطمأنينة، وبأكبر قدر ممكن من الشعور بالاستقرار والأمل والتفاؤل بغد افضل لابنائها واجيالها القادمة. غير ان الظروف التي تعيشها العديد من الشعوب العربية والاسلامية، وما تمر به من تطورات تفرض عليها اوضاعا صعبة وغير مستقرة، بل وغير آمنة احيانا، تفرض ضرورة العمل وبذل الجهود، الجادة والمخلصة من اجل محاولة التغلب على الخلافات والمشكلات، وعناصر الشقاق فيما بينها، ليس فقط لحل تلك الخلافات وانهائها، ولكن ايضا لحشد جهودها وطاقاتها جميعها لبناء حاضرها ومستقبلها على النحو الذي تريد وتتمنى. ومن المعروف ان بناء وتحقيق التقدم والرخاء يتطلب ضرورة توفير الامن والسلام والاستقرار، لانه بغير الامن والاستقرار لا تتحقق التنمية.

 وفي ظل هذه الحقيقة التي تدركها الدول والشعوب، داخل المنطقة وخارجها، فانه من المأمول ان تتمكن الاطراف المعنية، في مختلف الدول الشقيقة التي تمر بظروف غير مواتية، او تتعرض لتحديات داخلية وخارجية، ان تمكن من التغلب على خلافاتها، وان تنحاز الى المصالح العليا لبلادها، وان تتغلب على عناصر ومحاولات تأجيج الفتن والخلافات، سواء كانت على ايدي عناصر داخلية، او بواسطة تدخلات او محاولات تدخل خارجية بشكل او بآخر، ليس فقط لأن التدخلات الخارجية تسير في العادة نحو خدمة مصالح اطرافها، سواء بشكل مباشر او غير مباشر، بغض النظر عن الشكل الذي تتخذه او الاغطية التي تستتر بها، ولكن ايضا لأن الشعوب وقواها الوطنية، المخلصة والجادة، هى الاكثر قدرة على تحديد المصالح العليا لها واختيار افضل السبل لتحقيقها.

ولا يعني ذلك دعوة للتقوقع او الانغلاق ورفض المساعدات والمحاولات المخلصة للمساعدة في حل ازمة او مشكلة او تعقيدات تمر بها أي من الدول الشقيقة، فذلك لم يعد ممكنا ولا مقبولا، ولكنه دعوة لتلاقي القوى الوطنية في الدول الشقيقة التي تواجه ظروفا وتحديات او مشكلات صعبة، وان تعمل باخلاص وثقة وشفافية لايجاد حلول تحفظ لاوطانها سلامتها وتعيد لشعوبها الامان والاستقرار الذي تتوق وتتطلع اليه، حتى تستطيع بناء حاضرها ومستقبلها على النحو الذي تريد.
 

Email