أمطار الخير .. تكشف النواقص

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تتعرض بلادنا والمنطقة عموما الى عاصفة جوية قوية تصاحبها أمطار غزيرة وثلوج، والأمطار خير عام وفيها الحياة وبدونها يكون الجفاف والقحط والمعاناة، حتى ان خبراء كثيرين يتوقعون ان تكون الحرب القادمة في المنطقة - هذا اذا وقعت فعلا - حول المياه وبسببها ولهذا فان اسرائيل تتحكم بمصادر المياه كلها في بلادنا.

الا ان هذه الموجة من أمطار الخير كشفت الكثير من النواقص والعيوب في البنية التحتية عندنا وأدت الى خسائر بشرية ومادية فادحة منها وفاة فتاتين جرفتهما السيول بين بلدتي عنبتا وعنابا شمالي طولكرم، واصابة نحو ٥٠٠ مواطن وقد غمرت المياه نحو ٤٠٠ منزل، كما تم انقاذ عشرات المواطنين من رجال ونساء وأطفال في مناطق مختلفة، هذا بالإضافة الى الخسائر كالسيارات التي جرفتها السيول او المزارع والمنشآت التي تهدمت اوتضررت جراء ذلك.

ومن أبرز العيوب التي ظهرت عدم وجود مصارف كافية ومناسبة للمياه، وعدم وجود جسور صغيرة وقوية في بعض المناطق خاصة عند الوديان والمنحدرات كمنطقة الباذان مثلاً، والسماح ببناء الأبراج غير السكنية طبعا في وسط المدن كما حدث وسط رام الله حين سقط برج لمحطة اذاعية. لقد تحولت معظم شوارع مدننا مثل جنين وطولكرم ونابلس ورام الله نفسها وغيرها الى انهار، وبدأ المواطنون يعلقون بسخرية على ذلك كالحديث عن حوت في هذا الشارع او ذاك، او عند رسو سفينة في شارع آخر، وهي سخرية مرة ونقد قوي وعفوي للتقصير الذي بدا واضحا في البنى التحتية وتلك هي مسؤولية الحكومة عموماً التي تتحدث عن مشاريع طرق وتعمير بصورة دائمة ومسؤولية وزارتي المواصلات والانشاءات العامة بصورة خاصة.

لا بد من الاشارة ايضا الى الدفاع المدني الذي بذل أفراده جهودا كبيرة لإنقاذ المحاصرين بالمياه او الذين تقطعت بهم السبل وهي جهود مشكورة نقدرها لهم،ولكن الحقيقة ايضا ان بعض مسؤولي الدفاع المدني أكدوا في مقابلات اعلامية وجود مناطق لا يمكن الوصول اليها لاسباب لا تتعلق بهم، فمن المسؤول وكيف يحدث ذلك؟

ان هذه النواقص يجب ان تكون موضع اهتمام ومعالجة الحكومة بدون أي تأخير لأن القضية لا تتعلق فقط بالأمطار الغزيرة في هذه الموجة وإنما بالأمطار الأقل أيضا، وما حدث مرشح للتكرار في مرات أخرى اذا لم تتم المعالجة.

كلمة أخيرة، وهي التأكيد ان على الحكومة ، ونحن نعرف العجز المالي الذي تواجهه، ان تجد الوسائل الممكنة لتعويض المتضررين سواء أهالي الضحايا او الذين تضررت منازلهم وممتلكاتهم

Email