التعاون المطلوب في اليمن

التعاون المطلوب في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

أظهر البعض اليمن مؤخراً على الساحة الدولية، كمهدد للأمن، باعتباره ملاذاً آمناً، وحضناً دافئاً لتنظيم القاعدة. فهكذا تصنع الأزمات، وهكذا يتم تهيئة الأجواء لاختراق سيادة الدول، وفرض الأجندات عليها.

لا ندري حتى الآن، كيف تمكن هذا «الإرهابي الخطير»، الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره «عبدالفاروق عبدالمطلب» من اختراق أدق أجهزة الفحص في مطارات ألمانيا، ليصطحب معه شحنة متفجرات، لا ندري كيف كان سيفجرها، مع أنها تحتاج إلى «صاعق» كي تفجر، لقد نسي مخرج هذه المسرحية الهزلية أن يضيف المفجر إلى قائمة المضبوطات.

كل ما أريد لنا أن نعلمه، أن هذا الإرهابي أقام في اليمن بضعة أشهر، ويجب على اليمن أن يدفع الثمن. ويجب على المجتمع الدولي«أميركا وبريطانيا» التدخل.

صحيح إن الأمور في اليمن ليست على ما يرام، لكنها ليست بالسوء الذي يصوره الغرب، وصحيح أن النظام يبدو أحياناً وكأنه يفتقد السيطرة على بعض المناطق، لكن الأدق أن النظام يحكم قبضته كل اليمن، وان اختلفت طبيعة القبضة والسيطرة.

قد يكون اليمن بحاجة إلى تعاون دولي، لكن التعاون المطلوب يختلف تماماً عما هو موجود في أفغانستان والعراق والصومال وحتى في باكستان. فالمطلوب تعاون دولي ذو بعدين، سياسي واقتصادي.

سياسياً، اليمن بحاجة إلى قوة مؤثرة تجبر أطراف النظام السياسي «السلطة والمعارضة» على الحوار، والتخلي عن الأنانية والمصالح الضيقة، وقد أثبتت تجاربنا أننا كيمنيين دوماً بحاجة إلى قوة خارجية في مثل هذه المواقف. وهنا يمكن أن يكون للجهد العربي دوره المؤثر والمطلوب.

أما في الجانب الاقتصادي، فإن الجميع يعلم أن أزمة اليمن اقتصادية بالأساس، ممثلة في ضعف البنى الأساسية، وفي البطالة، وتدني مستويات المعيشة، وارتفاع معدلات الفقر.

وهنا يكون للتعاون العربي والدولي دوره البارز، عبر الاستثمارات، في حل كل هذه المشكلات، وعلاج كل مصادر التوتر الاجتماعي والسياسي. ومن دون هذا الجهد، الذي يشترط فيه ان يكون صادقاً، بل ومنزهاً عن الأطماع، فلن تستقر الأوضاع داخل اليمن، ولا في المنطقة.

 

Email