كل صباح

الفرحة وليست القرحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الطريق من الشارقة إلى الذيد وتحديداً عند التقاطع العاشر وباتجاه اليسار، وفي عمق الصحراء الذي لا يتطلب الوصول إليه سوى عدة كيلو مترات، يجد المرء نفسه في مكان غاية في الروعة، كل شيء فيه ينطق بالجمال والطبيعة الخلابة التي تأسر اللب وتنعش النفس.

المكان واسمه على عكس واقعه، إذ يعرف باسم «وادي القرحة » ينبض بالحياة. فعدا آثار إطارات السيارات والأشجار المقطوعة بشكل عشوائي بغرض إطعام البوش، فإن اليد البشرية لم تمسسها وكل شيء فيه ينطق بالطبيعة البكر. فالمنطقة شاسعة خضراء مليئة بأشجار الغاف التي تضفي على الأرجاء روحا ورونقا.

المكان يعج بالأسر التي تفد إلى الوادي من كل مكان من أجل الراحة والاسترخاء، والجميل في الأمر أنه نظرا لسعة المكان فلا تكاد المجموعات تشعر بغيرها أو تكون الواحدة منها مصدر إزعاج للآخرين، بل كل منها يشعر وكأنه في بقعة خاصة به يفترشون الأرض ويستمتعون بالطبيعة ويقضون إجازة رائعة في وادي يصرون على أنه الفرحة وليس القرحة، لأنه مكان ينسي الواحد ما به ويسليه ويدخل إلى نفوس زائريه الفرح والسرور.

والأجمل أن هذا الوادي غير مسكون ولا حياة فيه بخلاف الأسر التي ترتاده في عطلة نهاية الأسبوع سوى الجمال التي ترعى وقليل من قطعان الغنم هنا وهناك، وعلى جانب منه تطل الندود المرتفعة ليتهادى المنظر بين رمال عالية وحزمة أشجار الغاف التي تشكل غابة جميلة وخضرة تكسو أماكن واسعة من الأرض تتناغم مع بعضها لترسم لوحة رائعة.

وتكتمل اللوحة باتساع صدور البعض من الناس الذين يرعون حلالهم من الجمال والأغنام هناك فلا يسببون الإزعاج للزوار بالمرور بين الأسر بسيارات «البيك أب » ونهر الأطفال عن اللهو وتوبيخ الكبار إن أشعلوا النيران بعيدا، فالمكان يتسع للجميع واستفادة البعض منه لعقود لا تعني ملكيتهم له وبالتالي الضجر بدخول الآخرين ووصولهم إلى الوادي.

بل لا بد للسلطات المعنية من الاعتناء بالوادي وإعلانه منطقة سياحية تكتمل فيها عوامل الجذب بإنشاء بعض المرافق من دورات مياه وإزالة بعض المرتفعات عند المدخل ليصبح الطريق سالكا أمام سيارات الصالون ولا تعيق حركتها.

fadheela@albayan.ae

Email