كل صباح

رحيل أمير القلوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

عمود آخر من أعمدة بناء خليجنا وزعيم آخر من زعماء منطقتنا يترجل ويرحل عنا في صمت بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء كرس خلالها لشعبه ولشعوب المنطقة بل ولأمته الكثير، فرحمة من الله رحمة واسعة عليه وألهم أهله وإيانا الصبر والسلوان.

رحل جابر ورحيله بالطبع سيترك فراغاً كبيراً في العقد الجميل الذي يزين جيد خليجنا الممتد، الذي ما كان له أن يكون كما هو عليه لولا رجال مخلصون كان العطاء والتضحية من أجل الآخرين شعارا اتخذوه لمسيرتهم وعنواناً لحياتهم في مسؤولية حمل الأمانة التي أدوها على أكمل وجه.

والد آخر من آبائنا ودعناه وقلوبنا تأسى لفقدانه وسط عرفان بجميله وصنيع بلاده في زمن شحت فيه الموارد وقلت فيه الإمكانات التي لم تكن تسعف المنطقة للمضي في مشاريع التنمية والتطوير.

وعليه فإن كانت دولة الكويت حكومة وشعبا لا تتوقف عن ذكر وقفة الدولة قيادة وشعبا معها إبان ما تعرضت له من غزو لأراضيها وانتهاك لحريتها فكانت الإمارات الأم الرؤوم التي ضمت الأشقاء في تلك المحنة، فإننا في الإمارات أيضا لا نتوقف عن ذكر وقفة الكويت معنا في وقت كان يقول فيه كل اللهم نفسي.

وفي وقت كان الفلس عزيزا ونفيسا على صاحبه، لكن أهلنا في الكويت لم يستأثروا ـ بما حباهم الله من نعم وثروات قبل غيرهم من شعوب المنطقة التي قاست شظف العيش .

ـ ولم يهنأ لهم ذلك إلا أن يشاركهم أشقاؤهم أبناء المنطقة، فكانت البعثات التعليمية والطبية التي عرفت طريقها إلى بلادنا في بداية عهدها بتمويل من حكومة الكويت، حتى تمكنا بعد ذلك من تحقيق التنمية التي شملت مختلف مناحي الحياة.

مخطئ من يظن أن أهلنا لم يقاسوا ولم يتغربوا من أجل لقمة العيش التي لم يكن كسبها سهلا، ومخطئ أيضا من يعتقد أن بلادنا عرفت الرخاء منذ بداياتها.

وأن براميل النفط كانت تستخرج من أراضيها منذ البدء، لا ليس ذلك صحيحا، بل ذاق الأهل الكثير وعانوا الأمرَّين قسوة الطبيعة وقلة الموارد شيء يهبه البحر وقليل من البر، ودعم من شقيق.

fadeela@albayan.ae

Email