محمد بن راشد.. والقرن الحادي والعشرون ـ د. محمد عبد الله المطوع

محمد بن راشد.. والقرن الحادي والعشرون

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن الحياة في أبسط معانيها هي الاستمرار، والعطاء والتجدد. قبل ما يقارب العقدين من الزمان، لم يكن يتصور أحد أن التغيرات التي حدثت على أرض الإمارات ممكن أن تحدث! إلا أن الإرادة السياسية والرؤية الواضحة، والتخطيط السليم، أحدثت تلك النقلة النوعية.

ومما لا شك فيه أن الرحيل المبكر لفقيد الوطن الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وتلك الأجواء الحزينة جعلت الجميع يدرك أن ما قام به المغفور له بإذن الله تعالى كثير، سواء في الجوانب السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية، وكل ما كتب حول ذلك لم يستطع أن تعطي لفقيد الوطن حقه ودوره في تلك الإنجازات.

واليوم ستكون هنالك بداية لمسيرة جديدة، سواء على المستوى الاتحادي أو المحلي، وهي في الواقع استكمال لما قام به المؤسسون الأوائل للاتحاد، لقد كانت التحديات كبيرة، إلا أن إرادة القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كانت على يقين أن الحياة تستحق العمل الجاد والدؤوب.

كان العمل يقوم على مبدأ القيادة الجماعية، إلا أن تلك القيادة، كانت بحاجة إلى رئيس لذلك الفريق من العاملين، أولئك الذين آمنوا بأن الاتحاد هو السفينة التي يجب أن يحافظ عليها، ضد كل التقلبات سواء على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي.

واستمر إبحار تلك السفينة، وكبرت وأصبحت أسطولاً يشار إليه بالبنان، وأصبحت أنموذجاً للنمو المستمر، ولتعايش الجميع من مختلف الجنسيات، والأديان وحتى الاتجاهات الفكرية، وكان الحكم فيما بين أولئك هو الاحترام، والعيش بسلام والقانون.

وفي كل مرحلة من مراحل ارتجال فارس من الفرسان، يتضح أن حب البشرية لأولئك العظماء، كان عفوياً وحقيقياً، وكانت الإمارات ولا تزال أنموذجاً لمجتمع القرن الحادي والعشرين، نموذج التعايش السلمي، ولأن الإنسان المنتج هو أساس تطور الحياة، فقد اندمج الشرق مع الغرب، بصورة سلسة وبهدوء تام.

إن العام 2006 هو بداية لمرحلة جديدة، مرحلة ستكون الثالثة في عمر الدولة الاتحادية، إن انتقال السلطة بصورة مدروسة، همها الأساسي ترسيخ الدولة الاتحادية، وفي الوقت نفسه تولي القيادة في مجلس الوزراء لفارس استطاع أن يعطي أنموذجاً للعمل من أجل حياة تواكب المستجدات العالمية، وتخطط لمرحلة ما بعد النفط.

لقد استطاع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أن يحدث ثورة في مجال التنمية والإدارة، وكانت لغة التفاهم والتشاور فيما بين فقيد الوطن الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم.

وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هي الأساس في دفع عملية التطور والنمو، فقد تم تطوير الإدارات المحلية، وإحلال الكفاءات الشابة ذات الرؤية الجديدة، ولقد خلقت القيادة السياسية، قيادات شابة جديدة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، انه الجيل الذي سوف يدخل مجتمع الإمارات لخارطة العالم الكبير يدفعها لمواكبة القرن الجديد.

مما لاشك فيه أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتحمله مسؤولية رئاسة مجلس الوزراء ستزيد أعباءه الكثيرة إلا أن إيمانه بأن كل شيء يهون في سبيل الوطن يدفعه للعمل والتطوير والتجديد والنشاط المستمر.

إن هذه المرحلة الجديدة، وبقيادات ذات رؤية واستراتيجية، إضافة إلى آليات سوف تخدم الإمارات وتحدث نقلة نوعية تحتاجها الدولة الاتحادية في هذه المرحلة، ولاشك أن التحديات كبيرة، إلا أن ربان السفينة يدرك تماماً تلك التحديات، كما أن الإرادة القوية، والتخطيط السليم، إضافة إلى ذلك الفريق .

والذي سيتشكل خلال الأيام المقبلة سيكون قادراً على تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات. وان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سيحقق للإمارات إنجازات جديدة مهمة وهو بلا شك خير خلف لخير سلف.

بقي أن نؤكد أن المرحلة الجديدة، هي المرحلة الثالثة من مراحل تطور الدولة الاتحادية رغم ما تم من إنجازه في العقود الثلاثة الماضية وان أمام مجلس الوزراء العديد من القضايا، إلا أن المهم أن هذه البداية تأتي مع فارس جديد من فرسان الدولة الاتحادية، وابن بار من أبناء الوطن.

رئيس وحدة الدراسات ـ «البيان»

Email