تشرين - سوريا

المؤامرة عارية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يستطع أعداء سورية كتم سرهم الدفين طويلاً، فقرروا أخيراً كشف وجههم القبيح وتسمية الأمور بمسمياتها دون مواربة، مسقطين آخر برقع للحياء والخجل، معلنين نياتهم الخبيثة تجاه سورية.

فها هو وليد جنبلاط الذي يبيعنا كل يوم عبر الفضائيات التي أصبحت مسرحاً مفتوحاً له، يبيعنا الوطنية بالأطنان، ويتحدث عن عروبته المشكوك فيها، وعن عشقه للشعب السوري، ها هو جنبلاط هذا يكشف حقيقته العارية حتى من ورقة التوت، فيطلب فيما يشبه الرجاء وتقبيل الأيادي بأن تقوم الولايات المتحدة باحتلال سورية. ‏

هكذا يعبّر جنبلاط في حديثه «الجريء جداً» لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن حبه الدفين والمعلن لسورية وشعبها، ولأنه يعشق سورية فهو يريدها أن تصبح تحت الاحتلال الأميركي أسوة بالعراق، و«ما حدا أحسن من حدا»!. ‏

في الحديث نفسه يرى جنبلاط في لحظة هلوسة أو لحظة اعتراف بحقيقته أن الولايات المتحدة عندما تحتل سورية ستكون قادرة على نزع سلاح حزب الله!! والغريب أن يتجاهل الإعلام اللبناني «الحر جداً» هذه التصريحات! ‏

كنا بحاجة ماسة إلى مثل هذا الكلام وعبر صحيفة «واشنطن بوست» المقربة من الدوائر الأميركية صاحبة القرار، كي يكتشف الشارع اللبناني والعربي حقيقة هذا الشخص المتحلل من كل التزامات لبنانية وعربية، وأن هجومه على سورية ليس مجرد خلاف مع النظام السياسي، وإنما هو طبيعة الدور المكلف أن يقوم به مع فريق لبناني يتاجر بدم رفيق الحريري، ويذرف دموع التماسيح على شهداء لبنان الذين كانت دماؤهم وقوداً للمشروع الأميركي ــ الصهيوني، والجسر الذي سيعبر منه هذا المشروع إلى قلب الوطن العربي. ‏

لم يعد أعداء سورية قادرين على إخفاء حقدهم وأدوارهم القذرة، فهم باتوا يجهرون بها على الملأ: فهذا يريد من أسياده الأميركيين احتلالها، وذاك يراهن على كسر الوحدة الوطنية المتراصة ويجاهر بأنه سيحرّض الشارع السوري مستقوياً بالأجنبي مدفوعاً بشهوة السلطة وإغراء الدولارات، وما بين هذا وذاك يتم عن عمد وسبق إصرار وترصد رسم المخططات في عواصم غربية.

منها ما هو «سري للغاية» ومنها ما أراد أصحابها كشفها وكشف حتى الجهات الإقليمية والدولية الضالعة فيها، كل ذلك يجري في حرب شرسة ضد سورية وسياساتها ومواقفها، دون حتى افتراض الدور الاسرائيلي فيما جرى ويجري، بل ربما يجري كل ذلك بالتنسيق مع الاسرائيلي الذي استقبله جنبلاط في المختارة عام 82 بنثر الأرزّ واحتساء القهوة وتناول أفخر أنواع الأطعمة مع شارون وبيريز وغيرهم. ‏

من حق هذه الجوقة المعادية علينا الشكر، فقد قدمت خدمة جليلة لسورية عندما كشفت نيّاتها المبيّتة ضد سورية، ولم تعد طروحاتها الوطنية والقومية وادعاء الحرص على الشعب السوري تنطلي على مواطننا السوري، ونُطمئن هذه الجوقة أن سورية بألف خير ووحدتها الوطنية لن تتزعزع مهما اشتدت الخطوب وتشابكت خيوط المؤامرة. ‏

Email