تراثيات، يكتبها: ابو صخر

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 9 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 10 مايو 2003 قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما كانت فتنة الحرّة من استعمل القوم؟ قالوا: عبيد الله بن مطيع على قريش، وعبدالله بن حنظلة الراهب على الانصار قال: اميران؟ هلك والله القوم. وقال بعض الخلفاء: دلوني على رجل استعمله على امر قد اهمني. قالوا: وكيف تريده؟ قال: اذا كان في القوم وليس اميرهم كان كأنه اميرهم، واذا كان اميرهم كان كأنه رجل منهم. قالوا: ما نعمله الا الربيع بن زياد الحارثي. قال: صدقتم هو لها! ويروى ان عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه استشار في قوم ليستعملهم فقال له بعض اصحابه: عليك بأهل العدل. قال: ومن هم؟ قال: الذين اذا عدلوا فهو ما رجوت، وان قصروا قال الناس: اجتهد عمر! ولما قدم اليزيد بن بشر بن مروان على عبدالملك بن مروان سأله عن بشر قال: يا امير المؤمنين هو الشديد في غير عنف اللين في غير ضعف، فقال عبدالملك بن مروان: ذاك الاعمر الأجود الذي كان يأمن عنده البريء ويخاف لديه السقيم، ويعاقب على قدر الذنب ويعرف موضع العفو، الشديد في غير عنف اللين في غير ضعف عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقال الحكيم: اعتبروا الرجال بأفعالهم لا بعظم اجسامهم، فإن النسر مع عظمه لا يأكل الا نتنا، وطير الماء مع ضعفه يتحامى ميت السمك ويأكل الحي منه. وفي حكم الهند: السلطان الحازم ربما احب الرجل فأقصاه واطرحه مخافة ضره، كالملسوع يقطع اصبعه مخافة ان ينتشر السم في جسمه، وربما ابغض الرجل واكره نفسه على توليته وتقريبه لغنى يجده عنده كتكاره المرء على الدواء البشع لنفعه. ويحكى ان علي بن ابي طالب رضي الله عنه، لما افضت اليه الخلافة كان معاوية والياً على الشام من قبل عمر ثم عثمان رضي الله عنهما، فاستشار في امره فقال له بعضهم: اقره على امرته وارسل اليه بعهده، فإن دخل في بيعتك فاعزله، فقال له: رحمك الله اتأمرني ان اطلب العدل بالجور؟ ثم عزله فكان سبب عصيانه. وقيل له ايضاً: يا امير المؤمنين لو فضلت هؤلاء الاشراف ومن يتخوف منهم، وانما الناس اصحاب دنيا حتى اذا استوثق الامر عدت الى التسوية. فقال: اتأمروني ان اطلب العدل بالجور فيمن وليت عليه؟ والله لو كان مالي لسويت بينهم ولم افضل بعضهم على بعض.

Email