خواطر: بقلم: سامي الريامي، نظريات مكررة

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 2 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 3 مايو 2003 .. في نهاية معظم الافلام الهندية يجد ضابط الشرطة نفسه في مواجهة زعيم العصابة، وبعد الصراع والاكشن واللكمات المصحوبة بصوت المؤثرات اللازمة يكتشف الضابط فجأة ان زعيم العصابة ما هو الا شقيقه الكبير!! .. وقبل الاسترسال في الضحك والسخرية من تكرار هذا المشهد في الافلام الهندية، لماذا لا نتساءل عن مدى صحة ذلك، ولماذا لا نقر ان مثل هذه المشاهد السينمائية قد تكون صورة طبق الاصل من الواقع، طبعاً ليس الواقع الهندي فقط وإنما في مختلف المجتمعات!! .. وبصراحة اردت بهذه المشاهد الهندية الرد على عدد من خبراء السلوك الاجتماعي الذين لم نسمع منهم الى اليوم تحليلاً منطقياً لمعظم الظواهر الاجتماعية السلبية الموجودة في المجتمع، ومنذ اكثر من عشرين عاماً تجدهم يكررون نفس الطروحات والافكار دون ان يصلوا الى حل ناجح الى يومنا هذا، ولعل بعضهم قد حفظ بعض النظريات والاقوال المكررة التي يكر بها ويرددها في كل لقاء تلفزيوني او صحفي وفي كل ندوة وامسية ومجلس حتى سئمناها، فالانحراف وتعاطي المخدرات ليس لها لديهم سوى مبررات معروفة وهي سوء التربية واصدقاء السوء، اذن بالله عليكم كيف تفسرون وجود اخوين شقيقين في بيت واحد تلقيا نفس اسلوب التربية، وتعرضا لنفس المؤثرات أو السلبية أو الايجابية وفي النهاية نجد احدهم صالحاً والآخر طالحاً، واحياناً مثل الافلام الهندية تماماً ضابط شرطة ومتعاطي مخدرات؟! هل السبب المنزل والتربية؟! .. نظرية التربية ليست هي السبب المباشر.. والا هل يشكك احد في قدرة نبي من انبياء الله على زرع المباديء والقيم في ولد من اولاده وهو الذي ارسل ليهدي الله به قوماً.. اين نظرية التربية من نوح عليه السلام الذي لم يستطع اقناع ابنه في اتباع دينه؟! وعلى المنوال نفسه نجد ان امرأة رجل ظالم مثل فرعون تمتلك اخلاقاً رفيعة وتصبح من المؤمنات، في الوقت الذي اصبحت فيه امرأة لوط من القوم الغابرين!! .. هذا يعني ان هناك اموراً فطرية في الانسان هي التي تقوده لعمل الخير او الشر، صحيح ان التربية لها دور في توجيه هذا الشعور ولكنها ليست كل شيء.. اذن القاء اللوم على البيت والتربية في كل مشكلة من مشاكلنا الاجتماعية استسهال واضح من منظري علم الاجتماع والمشاكل الاجتماعية.. .. اما الدراسات النفسية التي يعتد بها هؤلاء فإنها بلا شك تصيب من يتابعها بالجنون، فتارة تؤكد دراساتهم ان ضرب الاطفال يجرهم إلى متاهات ومشاكل نفسية تقودهم الى الفشل والجريمة، وتارة اخرى يحذرون من الصراخ في وجه الطفل لان ذلك يؤدي الى اهتزاز شخصيته وتردده مستقبلاً، بعد ذلك كله يحذروننا من تدليل الاطفال لان الدلال سبب رئيسي لكافة الانحرافات والبعض الآخر يحذر من منع الطفل من ممارسة وتنفيذ رغباته.. سبحان الله كيف يتصرف اولياء الامور.. لا ضرب ولا صراخ ولا دلال ولا منع.. اذن ما هي معايير التربية الحديثة التي يسلكونها!! .. دعونا نوجه لهم سؤالاً مباشراً عن كيفية التربية التي نشأ وترعرع عليها الجيل السابق.. اعتقد ان الجواب يعرفه الجميع والمهم ماذا كانت النتيجة؟! لا شك انهم جيل افضل مليون مرة من الاجيال الحالية والمستقبلية ايضاً.. في النهاية نتوسل لهم ان يرحمونا من هذه الدراسات النظرية التي لا تمت للواقع بصلة، وليتذكروا دائماً أنه ليس كل دراسة مفيدة.. بل ان هناك من الدراسات اقرب الى السخافة والتفاهة ليس في مجال الظواهر الانسانية فقط، وانما في مختلف الامور الحياتية والعلمية ايضاً، وعلى سبيل المثال لا الحصر نورد بعض الدراسات التافهة التي نشرت مؤخراً: ـ دراسة جامعية اكتشفت ان السمك الذهبي يتذكر في الماء البارد بصورة افضل من تذكره في الماء الدافيء! ـ اثبتت دراسة احصائية مستفيضة في احدى الدول الغربية ان الاشخاص الاكثر شراهة في تناول الطعام هم الاكثر بخلاً في اعطاء البخشيش لـ «جرسونات» المطاعم! ـ دراسة نفسية اكتشفت ان النساء يتكلمن اكثر عن الرجال ثلاث مرات من تكلم الرجال عن النساء! ـ احدى الباحثات في متحف التاريخ الطبيعي في نيويورك اعلنت انها اكتشفت ان ذكر الصرصار يسهر ليلاً حيث تسبقه انثاه الى النوم العميق والاحلام السعيدة! ـ اثبتت دراسة اجرتها جامعة كولجيت ان اجوبة الطلبة في الامتحانات سوف تتحسن لو سمح لهم بالاجابة عن اسئلة تلك الامتحانات وهم في وضع الاستلقاء على الارض، واكتشفت تلك الدراسة ان وضع الاستلقاء مع رفع الاقدام قليلاً ساعد الطلبة على حل اسئلة الرياضيات بسرعة تزيد 7% على السرعة العادية وبنسبة دقة وصحة تزيد 14% على النسبة العادية! ـ دراسة اميركية قام بها فريق من الخبراء الطبيين اثبتت ان الناس الذين يعيشون في المدن ينمو في انوفهم شعر اغزر كثافة من الشعر الذي ينمو في انوف سكان الريف!

Email